الجسد هيكل الروح القدس – المطران بولس (بندلي)

mjoa Wednesday January 18, 2017 147

الجسد هيكل الروح القدس – المطران بولس (بندلي)

إن بولس الإلهي يكشف لنا في مقطع الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس الذي استمعنا إليه اليوم أمراً هاماً جداً يتعلق بالجسد الذي خلقنا فيه ونحن نحيا الحياة التي نقضيها على الأرض، يقول لنا بصراحة أن هذا الجسد مهم جداً كيف لا وقد لبسه إلهنا المتنازل إلينا الذي إرتضى من أجل تحننه تجاهنا أن يصير جسداً وهو الإله الذي قبل الدهور واتخذ جسده من العذراء الكلية القداسة الدائمة البتولية مريم وهذا تمَّ بحلول الروح القدس عليها كما بشرها الملاك.

فجسدي وأجسادكم لبسها إلهنا فدعاها إلى القداسة ولذلك أعطاها أن تكون هيكلاً للروح القدس.
يا لشرف عظيم يفوق تصورنا بما لا يقاس. إننا مدعوون أن نصير هياكلاً للروح القدس، أي إن الله يطلب أن يسكن فينا. فالهيكل الحجري أصبح هيكلاً عندما ندخله نحن هياكل الروح القدس -وينتج عن هذا كرامة لا نستطيع أن نتصورها تأخذها أجسادنا- ولذلك أكد القديس بولس على اننا لسنا لأنفسنا أي يطلب منا أن نتأمل بهذه الهبة الإلهية التي منحناها وألاّ نستهتر بكرامة أعطيت لأجسادنا بل المطلوب منا بالحري أن نحافظ على كرامتنا ولا نعتبر أن أجسادنا هي “ملكنا” أي إننا نستطيع أن نتصرف بها ونستسلم للزنى الذي يطعن كرامة أجسادنا في الصميم.
ان الامتناع عن الزنى هو من الوصايا الإلهية، لكن تجارب هذا الدهر صعبة وتكاد تطوح بنا إذا لم ننتبه إلى الثمن الغالي جداً بما لايقدر الذي اعطيناه عندما تقبل إلهنا جسدنا وما استحى بنا وسفك دمه على الصليب لكي يطهرنا من دنس أهوائنا.
إننا نعيش في عالم يبيح بالزنى على انه حاجة لطبيعتنا.
فهل نستسلم لمقولة هذا العالم الذي يمضي وشهوته، أو نتسلح بسلاح صليب ليس لأجل قتل البشر بل لكي نتقدس به ونتذكر القداسة التي دعيت إليها أجسادنا فنتشدد بقوة الرب ونعزم في قلوبنا أن نمجد الله في أجسادنا وفي أرواحنا التي هي لله. ألا أهلنا الله لهذا النصر المبين بنعمته وقوته. أمين.  

الأحد 23 شباط 2003
العدد 8
أحد الابن الشاطر

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share