اتباع يسوع – المطران بولس (بندلي)
في هذا اليوم المبارك نعيّد للقديس متى الإنجيلي، وكان متى كما يروي هو في إنجيله “عشاراً” أي جابياً للضرائب لحساب الحكومة الرومانية وكانت فئة العشارين مكروهة كثيراً لأنهم كانوا يجبون الضرائب بقسوة ويسرقون كثيراً هذا من جهة ومن جهة أخرى كان الناس يعتبرونهم عملاء للرومان. وجده الرب يسوع وكان جالساً وراء طاولة الجباية أي كان يقوم بعمله -لم يشمئز الرب منه ولم يصنفه كأنه محكوم عليه بل ناداه وقال له: اتبعني، فترك للحال عمله وتبعه -مقابل دعوة الرب يسوع لم يعمل متى العشار حساباته العادية- رأى أمامه شخصاً يدعوه، فأحس في قلبه أن هذه الدعوة له هي أغلى من كل كنوز الأرض. فترك مصدراً أرضياً لكسب أموال تزول ليتبع من عنده الكنز الذي لا يفنى ولا يستطيع احد أن ينزعه منه.
فهلم أيها الأحباء نتأمل بدعوتنا أن نتبع الرب. إنها دعوة قائمة بل مستمرة فهل نصغي إليها وهل نلبيها في وسط عالم لن يخلصه من ديجور الظلام إلاّ الله وحده الذي نوكل إليه حياتنا ومنه يطلب أن يرحمنا ويرحم عالمه أجمع بنعمته. آمين.
نشرة البشارة
الأحد 16 تشرين الثاني 2003
العدد 46