رسالة الصوم – المطران بولس (بندلي)
إلى قدس الآباء الكهنة الورعين والشمامسة الأمناء على الخدمة والأبناء الروحيين الأحباء في أبرشية عكار وتوابعها،
نعمة وسلام لكم بربنا يسوع المسيح.
في ابتداء هذا الصوم الأربعيني المقدس ننقل إليكم بركة رئيس رعاتنا صاحب الغبطة البطريرك أغناطيوس الرابع بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الكلي الطهر والجزيل الاحترام مع أدعية الأخوين المطران يوحنا والمطران باسيليوس وسائر إخوتنا رؤساء كهنة الكرسي الأنطاكي المقدس.
إننا أيها الأحباء عازمون أن ندخل فترة مقدسة في مسيرة الخلاص، إنها فترة نشخص فيها إلى السيد الرب حاملاً صليبه، حاملاً الآلام التي لا يمكن وصفها ومائتاً على خشبة اللعنة لكي يحولها إلى خشبة الخلاص، مائتاً في الوقت الذي أكد فيه إنه الحياة، قابلاً أن يدفن تحت الأرض التي خلقها وكل ما فيها، دائساً الموت بموته لكي يهب في النهاية الحياة لجميع الذين في القبور…
نتوق أن يكون صومنا صوماً مقدساً ولكن ما السبيل إلى ذلك؟ ماذا يطلب منا الرب لكي تتحقق أمنيتنا هذه؟
الجواب الذي ينبغي أن نفتش عنه في الكلمة الإلهية وحدها، هو الآتي: يا ابني يا ابنتي، أنت تريد أن تراني مصلوباً وناهضاً من بين الأموات، فانظر إلى قريبك أي إلى كل إنسان، دون تصنيف، وضعته العناية الإلهية في طريقك! إغسل وجهك جيداً وادهن بطيب الفضائل رأسك فيلمع وجهك بنور ربك ويرتفع رأسك نحو قمم الجبال من حيث ياتي عونك…
يا أخي، يا أختي لا تدع الحواجز الكثيرة التي ينصبها الضعف البشري في طريقك، لا تدعها تمنعك من لقاء اخوتك وعبرهم أن تلاقي المسيح.
تذكر أنك إذا لم تعرف أن ترى حقيقة أخاك، وأن تنظر إليه ملتقياً به دون أن تصهره فيك، وأن تجاهد جهاداً حسناً بنعمة ربك لكي ترى في كل من وضعوا في حياتك إخوة محبوبين فعلاً ما ت المسيح من أجلهم، فحينئذ يتحقق لك أن ترى فيهم وجه ذاك الإله المتجسد الذي تصوم لكي تراه في آلامه وترافقه فيها وتصل فيه إلى أنوار قيامته التي هي وحدها الهدف الذي تصبو اليه نفسك في صومك المبارك.
نشرة البشارة
الأحد 15 شباط 2004
العدد 7
أحد مرفع اللحم