ليس أحد يلقيني في البركة إذا ما تحرك الماء – المطران بولس (بندلي)
أيها الأحباء: كلمة المخلع للرب يسوع تصفع ضمائرنا صفعاً.
يبقى المخلع ثماني وثلاثين سنة بقرب ماء يشفي ولا يوجد من بين الناس من يلقيه في البركة لينال الشفاء.
يا لقشاوة قلوبنا اذا ما رأينا أخانا (أي كل انسان) بحاجة الى ماء الخلاص الذي لا يعطيه الاّ الله وحده، فلا نسرع لنلقيه بل نقذفه بجهد أخفّ من النسيم “لأن المحبة تتأنى وترفق” ونرميه في أحضان الرب المتحنن علينا جميعنا.
وهناك شرطان أساسيان عندما نعزم على عمل الرحمة هذا، وهو قمة التعبير عن حقيقتها فينا لنكون رحماء كما أن “أبانا السماوي رحيم”:
الشرط الأول: أن نؤمن في الصميم أن بركة الشفاء يحركها ملاك آت من قِبل “الله” ولذلك وفقط لأجل ذلك تستطيع مياهها المباركة أن تنعم بالشفاء على من يرتمي فيها أولاً. هذا الايمان مهم جداً وليس هو ايماناً بحجر أو حتى بشخص بشري لكنه ايمان يدرك صاحبه أن قوة الله تغلب في الضعف ومع انه ايمان يستطيع ان ينقل الجبال لكنه يبقى ايماناً يقين صاحبه أنه “ضعيف” للغاية ولذلك يصرخ الى الرب لكي يقويه، بلسان أب الولد الملهوف الذي يطلب الشفاء لإبنه هذا الشفاء الذي لم يستطيع تلاميذ الرب أن يشفوه كونهم بشريين. فهذا الايمان العميق بمن وحده اذا آمنّا به نستطيع أن نتكلم فنقول للآخرين: تعالوا وانظروا الهاً عزيزاً قوياً، أب الدهر الآتي ورئيس السلام، لقد أتانا بصورة عبد لكي يرفع عنا خطيئتنا فنصبح بني النور والنهار؟
أما الشرط الثاني فيكمن في أمانتنا المخلصة لوجه الرب المترائي لنا في الآخرين وخاصة في أولئك الذين أُبعدوا قسراً عن الماء الحي. فهل نحن مستعدون أن نشمّر عن سواعدنا فنرتمي على من نجده بعيداً ليس لكي نؤنبه عن بعد نحن في كثير من الأحيان مسؤولون عنه، هل نحن مستعدون أن نقوم “بامتحان لقلبنا” لكي تطهره نعمة الرب كما تطهر النار الذهب في البوتقة فإذا ما أصبحنا شفافين وخرجت من أعيننا الخشبة التي تمنعنا أن نرى القذى في عين أخينا بل بالأحرى تمنعنا أن نرى الانسان الآخر فنلتفت اليه ملقى على حفة البركة الخلاصية فنقذفه في “مياه الراحة” التي ربّانا عليها الرب.
نعم سنكون حراساً لإخوتنا! لجميعهم دون استثناء!
لن نسمح لأنفسنا أن نشارك خلاصاً صنعه الرب في وسط أرضنا دون أن يوآكلنا همّ الآخر؟
لن نسمح لعيوننا أن تنعس وتنام فلا ترى الآخرين كأنهم ليسوا بموجودين بل سنفتح أعيننا جيداً لكي نرى السيد الرب في الاخوة، فنتعرف عليه فيهم وبالتالي نعرفه هو وقوة قيامته فنتجنّد لننقلها للآخرين.
يا أحبائي يمكن للطريق أن يكون طويلاً قاتماً.
أعطنا يا رب عيوناً تراك في الذين لا يتمتعون مثلنا بنورك الذي لا يغرب أبداً. تعال أيها الرب يسوع تعال! آمين.
نشرة البشارة
الأحد 2 أيار 2004
العدد18
المسيح قام ! حقاً قام!