دور الأم في الإيمان – المطران بولس (بندلي)
ندخل اليوم في الأول من آب فترة مقدسة تعدّنا بالصوم والصلاة لاستقبال عيد رقاد السيدة العذراء الكلية القداسة والدائمة البتولية مريم التي سَلَّمت حياتها للرب وقالت نعم لملاك أرسل اليها لكي يعلن لها السر الخفي منذ الدهور والغير المعلوم عند الملائكة، سر التدبير الإلهي لخلاص جنس البشري بكامله من الخطيئة والموت.
وكانت البتول هكذا أماً للمؤمنين بيسوع المسيح ابنها الإلهي فادي العالم بأسره.
وفي هذا اليوم المبارك تعيّد الكنيسة لأم لسبعة أولاد رفضت أن تتنكر لإيمانها، وأميت أولادها أمامها الواحد تلو الآخر، وماتت هي بعدهم وكان سبب موتها واياهم إيمانها وإيمانهم بأنهم مدعوون أن يحيوا إيمانهم هذا وأن الموت من أجل هذا الإيمان بربهم سيكون لهم مدخلاً إلى الحياة الحقيقية التي لا تنتهي والتي يمنحها لهم إلههم الحي خلافاً لأصنام لا حياة لها.
الأم تبرز كعنصر اساسي في إيمان أبنائها -وقد قال القديس بولس أن المرأة المؤمنة تقدس بيتها- فهل ننتبه إلى ذلك؟
الإيمان الذي في الأولاد يغذى بإيمان الأهل -هذا أمر مهم جداً نحن مدعوون أن ننتبه اليه- أن الأم لها دور يفوق مهمتها البشرية البحتة في الانجاب. إنها مدعوة أن تلد أولادها بالإيمان بيسوع المسيح الذي تلده كالعذراء الكلية القداسة في حياة أولادها التي ولدتهم بشرياً.
و لابد إلاّ وأن نتذكر هنا الولادة تتجاوز حدود الطبيعة فنفكر بأمهاتنا الروحيات اللواتي ولو لم يلدن بشرياً لكنهن ينقلن إلينا الرب ليحل في حياتنا ويسكن فينا فنؤمن به وتكون لنا حياة في ذلك.
إلى كل امهاتنا الحاملات الإيمان لنا نقول شكراً لله الذي وضعكن في حياتنا وحياة اخوتنا البشر.
وإننا نضرع إلى الرب أن يقويكن ويجعلكن ثابتات في ايمانكن لكي تثبتننا وأبناء البشر أجمعين في محبة إلهنا المبارك بشفاعات أمه الطاهرة وجميع قديسيه. آمين.
نشرة البشارة
الأحد 1 آب 2004
العدد31