قطع رأس القديس يوحنا المعمدان – المطران بولس (بندلي)

mjoa Saturday March 4, 2017 164

قطع رأس القديس يوحنا المعمدان – المطران بولس (بندلي)

في هذا اليوم تعيد الكنيسة المقدسة لعيد استشهاد القديس يوحنا المعمدان، السابق للمسيح الصارخ في البرية “أعدوا طريق الرب، اجعلوا سبله مستقيمة!”.
انه الانسان الذي شهد له الرب بنفسه اذ سمّاه “أعظم المولودين من النساء” ولكنه أضاف قائلاً عنه “ان الاصغر في ملكوت السماوات أعظم منه” ولم يأتِ ما أضيف لكي يقلل من قيمته في عين الله ولكن لكي يؤكد ان الذين سيعيشون في نعمة الخلاص الآتي بالرب يسوع سوف يدخلون بمعونة الله هذا الملكوت السماوي الذي بشَّر به المعمدان دون أن يدركه في الزمن المحدود والذي يعطي عظمة تفوق بما لا يقاس كل عظمة نتصورها للذين يقبلونه بايمان واما “صديق العريس” فسينقله دون ريب الختن السماوي عندما سيبرز من القبر “كما من خدر” ماسكاً بيديه كل أولئك الذين ماتوا بايمان قبل اكتمال سر الخلاص على الصليب ويوحنا المعمدان بينهم سينهضه معه من داس الموت بموته وأرى العالم أنوار القيامة.

أيها الاحباء، الشر موجود على أرضنا،
اذا كان ملكٌ في نشوة السكر يفقد صوابه فيعطي لفتاة غاوية قَسَماً أثيماً لا يُقدِّر عواقبه، فتتلقن من أمها الفاجرة ان تطلب رأس ذاك الذي تجند على ضفة نهر الاردن ليقول للناس “توبوا” ان توبتكم قادرة أن تقودكم بنعمة الله الى “حمل الله حامل خطيئة العالم بأسره”.
توبوا وغيروا سيرتكم لكي تصبح حياتكم قابلة للخلاص الآتي اليكم بذاك الحمل الالهي الذي سيساق الى الذبح كحمل صامت.
توبوا وجاهدوا عن ايمانكم حتى الدم وتأكدوا انكم ستغلبون لأن يسوع المسيح هو الغالب الحقيقي الذ ي يعطيكم انتم ان تغلبوا، وعوض ان يكون موتكم نهاية سيكون انتصاراً حاسماً ونهائياً اذا وثقتم بذاك الذي يقوي سواعدكم الضعيفة ويرمم عظامكم الذليلة.
في عيد قطع رأس يوحنا المعمدان لنرفع عقولنا وقلوبنا لكي نطلب من الله نعمة تعطينا قوة لنسلك حسب كلمة الله ولنبقى ثابتين في ايماننا مهما كانت قساوة التجارب التي تجعلنا نمات النهار كله.
لنصلِّ لكي يمنّ علينا بشجاعة ذلك القديس العظيم الذي نعيد أهم أعياده في هذا النهار المبارك والذي تضع كنيستنا الارثوذكسية المقدسة ايقونته الى جانب أيقونة السيد. ولنصرخ نحوه بالترنيمة الآتية: “تذكار الصديق بالمديح، أما أنت أيها السابق فتكفيك شهادة الرب لأنك ظهرت بالحقيقة أشرف من كل الانبياء اذ قد استؤهلت أن تعمد في المجاري من قد كرزوا به، واذ جاهدت عن الحق مسروراً، بشرت الذين في الجحيم بالاله الظاهر بالجسد والرافع خطيئة العالم ومانحاً ايانا القيامة”.

نشرة البشارة
الأحد29 آب 2004
العدد 35

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share