القديسة تقلا – المطران بولس (بندلي)
يوم أول أمس في الرابع والعشرين من شهر أيلول عيدت الكنيسة المقدس للقديسة تقلا تلميذة بولس الرسول والتي هي اولى الشهيدات المسيحيات بين النساء كما أننا ندعوها معادلة الرسل.
لنتأمل أيها الاحباء كيف أن هذه القديسة فتحت باب الشهادة أمام النساء فأكدت أن محبة الله إذا ما كانت في قلب الإنسان فهي تلهبه وتعطيه قوة تفوق كل ما نتصوره من قوة بشرية فتبرز الأم والزوجة والاخت والابنة منتصبات في خط شهادة الدم المعلنة لمحبتهن لمن وصلت به محبته إلى اهراق دمه الإلهي على الصليب، فاشترانا به من لعنة الناموس التي كانت تحكم على مخالفي الوصايا بالصليب كأداة للموت، فأصبح بالمصلوب الإلهي ملك المجد، أداة فخر وانتصار،
فحملته تقلا وصرخت مع بولس معلمها: “أما أنا فلا أفتخر الا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به صلب العالم لي وأنا صلبت للعالم” فأضحت هكذا مرتبة الرسل الذين سمعوا صوت الرب المنادي لهم فتبعوه ونقلوا اعلان البشارة به إلى كل العالم، فحذت قديستنا حذو الرسل القديسين وتركت مثلهم كل تعلق في الدنيا يمنعها من اتباع السيد، لكن في الوقت نفسه التزمت الدنيا وما فيها لتضم الجميع إلى ختنها أي عريسها الإلهي.
أيها الاحباء، عيّدنا لهذه القديسة هذا حسن، لكن الاحسن أن نقتفي آثار القداسة التي علمتنا اياه. فالعيد يتجاوز الذكرى المحضة إلى التأمل بما ينبغي أن نعمل لندخل خط “القدوس الواحد، الرب الواحد، يسوع المسيح”.
فالى خط القداسة هذا تدعونا الكلمة الإلهية القائلة لنا “كونوا قديسين” فشركتنا ليست مشاركة لحم ودم انها شركة قديسين ننتمي اليها، الا قوانا الله لكي تتحقق القداسة في حياتنا، وهذا أمر يتحقق بنعمة ربنا الذي كان هاجسه أن نتقدس به لأنه القدوس الواحد والمستريح في القديسين المبارك والممجد إلى أبد الدهور. آمين.
نشرة البشارة
الأحد26 أيلول 2004
العدد 39
انتقال الرسول يوحنا الانجيلي