ثبات القلب بالنعمة – المطران بولس (بندلي)

mjoa Monday March 6, 2017 184

ثبات القلب بالنعمة – المطران بولس (بندلي)

في مقطع الرسائل الذي سمعناه في هذا اليوم المبارك شدد كاتب الرسالة على الثبات في الإيمان بيسوع المسيح الذي هو أمساً واليوم والى الأبد لأنه الله بالذات والله صفته الأساسية انه لا يتغيَّر ولا يتبدَّل.
هذا أمر مهم للغاية يُطلب منّا بإلحاح أن نتذكره ونعمل بموجبه، وهو ثبات القلب. لا نستطيع أن نكون متقلِّبين، لا نستطيع أن نُساق بتعاليم متنوعة وغريبة، لأن هذا الأمر يعني أننا نفقد حرية أبناء الله التي منحنا الرب يسوع إياها عندما تنازل أن يأخذ صورة عبوديتنا للخطيئة دون أن يتعرض لها، فنقلنا منها الى الحرية الحقيقية التي أعطيناها بنعمته. فهل نقبل بعد ذلك أن نكون مستعبدين لتعاليم مُضلّة تحاول أن تكبِّلنا بأضاليلها أم نقول لأصحابها كما قال بولس الرسول الى أهل غلاطية: “اذا كان ملاك من السماء قال لكم شيئاً مختلفاً عمّا قلته لكم فليكن أناثيما أي إفرزوه”، أي ابتعدوا عنه وعن تعاليمه، طالباً منهم أن “يثبتوا في الحرية التي قد حررنا المسيح بها ولا يرتبكوا أيضاً بنير العبودية” (غلا1:5).

يشدّد مقطع الرسالة على “ثبات القلب” بالنعمة، لأن النعمة وحدها، كونها عطاء الله المجاني لنا؟، هي التي تمنح الانسان هذا الثبات، ولا المصالح المادية التي تشير اليها “الأطعمة” فلننتبه الى ذلك وإلاّ تعرضنا أن نصبح بائعين وشارين ودخلنا في مساومات هذا الدهر ونسينا أن قيمة الانسان أهم، بما لا يقاس، من أي كسب بشري مادي. لنتذكر ان إلهنا الفادي قدّسنا ليس بدم حيونات بل بدم نفسه، فإذا أردنا الثبات بالإيمان وسعينا اليه سنحمل هكذا عار الذي أصبح “لعنة من أجلنا” وتحمل التعييرات التي لا توصف لكي يرفعنا الى أنوار ملكوته السماوي، ملكوت محبته لنا وللبشر أجمعين دو استثناء، تلك المحبة التي انتصرت على الموت نفسه.
واذا ثبت قلبنا بالنعمة المجانية التي يعطينا إياها الله حينئذ نقدم، كل حين، لله ذبيحة التسبيح التي هي ثمر شفاه تتحرك للإعتراف باسمه القدوس، وهذا التسبيح الحقيقي المقبول من الله يتجسد في فعل الخير، لأن الله يسر بمثل هذه الذبائح، لأن فعل الخير يؤكد أن التسبيح مقبول، إذ أن الإيمان بالله ليس إيماناً نظرياً، بل هو مناسبة مستمرة لنعلن ثبات قلوبنا بالنعمة في المحبة التي أعطانا اياها الهنا المتجسد الذي طلب الى تلاميذه أي إلينا جميعاً “أن نثبت في محبته”.  
فالى هذا الثبات نحن مدعوون أيها الأحباء فلنسعى إليه حينئذ نصرخ مع المرنم قائلين: “لقد ثبتني على صخرة الإيمان” فاعطنا يا رب هذا الثبات لكي لا يتزعزع إيماننا بمن هو هو أمساً واليوم والى الأبد، له الكرامة والسجود الى الأبد. آمين.

نشرة البشارة
الأحد 30 كانون الثاني 2005
العدد5

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share