قوة قيامة الرب يسوع – المطران بولس (بندلي)
إن مقطع أعمال الرسل الذي رتبته الكنيسة المقدسة لهذا اليوم المبارك الذي هو الأحد الرابع للفصح المقدس، يلفتنا كلمتان قالها بطرس الرسول. فقال للمفلوج اينياس قم وافرش لنفسك. وتوجه الى الميتة وقال لها: يا طابيثا قومي. والأمر الواضح الملفت هو أن هاتين الكلمتين: “قم وقومي” لم ترجوا دون أن يُنَفَّذ مضمونهما فقام المفلوج للوقت، والميتة فتحت عينيها ولما أبصرت بطرس جلست فناولها يده وأقامها.
هاتان الاعجوبتان لم تكونا وهميتين وقد رجع كثيرون الى الرب وآمن كثيرون به بسبب رؤيتهما تحقيق هاتين المعجزتين. لكننا اذا تساءلنا من أعطى بطرس الانسان الضعيف، المحدود ككل إنسان في مقدرته البشرية، من أعطاه قوة اجترامهما؟
تجيبنا الكلمة الإلهية، بالرب يسوع الناهض من بين الأموات، هو الذي شفى المخلع المطروح عند بركة بيت حسدا منذ ثمان وثلاثين سنة كما سمعنا في إنجيل هذا النهار (يو8:5-9) وهو الذي أقام لعازر الميت الرباعي الأيام إذ ناداه آمراً إياه أن يخرج حياً من القبر (يو43:11) هو الذي تحمل أن يصلب جسده على الصليب وتحمل الالام والموت والدفن الاختياري، وقام من بين الاموات ناقضاً أوجاع الموت…
إذاً قوة قيامة السيد هي التي نتج عنها هذا الاقتدار المعطى لبطرس أن يشفي وأن يقيم الموتى باسم الرب يسوع المسيح.
والآن أيها الأحباء جداً بالرب، ألسنا مدعوين أن نظهر قوة قيامة السيد في حياتنا اليوم! في كل يوم تحاول قوى الشر أن تحجب قيامة السيد عن أنظار العالم وعن رجاء الانسان كما حاول رؤساء اليهود قديماً أن يدفعوا رشوة للحراس كي يخفوا قيامة المسيح (مت12:28-15). هل نرضخ لشهوى العالم أم نعزم على أن نعلن قوة قيامة المسيح التي لن تخفى أبداً إذا حاولنا أن نظهرها فاعلة فينا بشفائها لتخليعنا الجسدي والروحي الكامن في استسلامنا السهل دون مقاومة لتجارب حياتنا المتنوعة وبإقامتنا من موت الخطيئة التي تبعدنا عن الله الذي فيه حياتنا الحقيقية.
aالى هذا نحن مدعوون أيها الأحباء، واذا ما سعينا لتحقيق هذا الهدف المقدس المنتصب أمامنا، يكون سعينا لمشاركة آلام السيد وموته وقيامته قد وضعنا في مسيرة مقدسة تنير فيها انوار قيامة السيد ظلمة هذا الدهر الحالكة كثيراً وتظهر باستمرار للعالم قوة هذه القيامة منتصرة على ضعفنا باستمرار فنمجد إلهنا الى أبد الدهور. آمين.
نشرة البشارة
الأحد 22 أيار 2005
العدد 21