الأسم المطلق على التلاميذ – المطران بولس (بندلي)
في مقطع أعمال الرسل الذي رتبته الكنيسة المقدسة لهذا الأحد الخامس للفصح المقدس الذي هو أحد السامرية، يلفت إنتباهنا من جهة الى موضوع “الضيق” الذي مرّت به الكنيسة المقدسة بسبب استشهاد رئيس الشمامسة استفانوس أول الشهداء فنتج عنه تشتت التلاميذ ولكن الله لم يتخلَّ عن أبنائه وأخرج من الظلمة التي تعرضوا اليها نوراً جعلهم يحملون اسم المسيح الى بلاد أخرى غير فلسطين ويؤكد القديس لوقا كاتب أعمال الرسل أن يد الرب كانت معهم فآمن عدد كثير ورجعوا الى الرب (أع21:11).
ولما عرفت الكنيسة في أورشليم هذا الخبر، أرسلوا برنابا لكي يجتاز الى أنطاكية، فوعظ الجميع طالباً منهم أن يثبتوا في الرب بعزم القلب. فإيمانهم لا يمكن أن يبقى عاطفياً أو حماسياً فقط لئلا يبقى سطحياً فيقتلعه الشيطان لذلك طلب العزم الثابت عند المؤمنين كي يغلبوا الشرير كما سيقول القديس يوحنا اللاهوتي الانجيلي في رسالته الأولى الجامعة: “كتبت اليكم أيها الأحداث لأنكم أقوياء وكلمة الله ثابتة فيكم وقد غلبتم الشرير” (1يو14:2) ونلاحظ ان كلام برنابا ووعظه أوصلا الرسالة الى المستمعين الذين عوض أن يتراجعوا، تقدموا نحو الرب فانضموا اليه جمع كثير” (أع24:11).
كلمة الله لا تقيد (2تيمو9:2) هكذا سيقول بولس المهتدي الى الرب بعد موت استفانوس.
ان برنابا لم يكتفِ بأن يعظ هو بنفسه بل خرج في طلب شاول اي بولس المهتدي لكي يأتي به الى أنطاكية واجتمعا في الكنيسة سنة كاملة وعلّما جمعاً غفيراً.
وفي أنطاكية اكتشفت الكنيسة هويتها الحقيقية، اكتشف التلاميذ إنهم ينتمون الى المسيح، وجدوا إنهم يحملون اسماً يفوق كل أسم مما في السماء ومما على الأرض ومما تحت الأرض، وأن هذا الأسم الذي يحملونه لا يبعدهم عن أي كان بل بالاحرى يوحدهم مع كل إنسان آخر دون استثناء اذ أن هذا الأسم يضمهم مع كل انسان على صليب بسط الرب عليه يديه لكي يجذب إليه الجميع دون تمييز وبعد ذلك يشركهم جميعاً يقيامته دائساً موت الإنسان كل إنسان بموته كي يقوم ويهب الحياة لجميع الذين في القبور.
هذه هي الدعوة المرتبطة أساساً بالاسم الذي نحمل والذي كشف لنا في انطاكية والذي نسجد له مع كل الخليقة الآن وفي كل آن والى دهر الداهرين. آمين.
نشرة البشارة
الأحد 29 أيار 2005
العدد 22