كلمة صاحب السيادة في سيامة الأب جوزيف جريج – المطران بولس (بندلي)
سيادة الأخ الحبيب المطران باسيليوس، أيها الأحباء.
في هذا العيد المبارك يتقدم ابننا الروحي الشماس جوزيف لكي ينتدب كاهناً لله العلي يخدم مذبحه المقدوس –ويصادف انه في هذا النهار بالذات نعيّد للذكرى السنوية الخامسة والعشرين لسيامة قدس الأب المتقدم في الكهنة الأب خليل كاهن هذه الرعية الحبيبة- نشكر الله على ازدواج هذا الاحتفال ونرى فيه نعمة كبيرة اذ سيرتسم أمام الكاهن الجديد صورة خدمة أبيه وكل الظروف التي مرت فيها وكيف قوّت نعمة الله خادمه في ظروف كانت مليئة بالصعوبات فانتصر عليها بقوة النعمة الالهية التي تقوي دائماً في ضعفنا –فإلى سنين عديدة يا أبانا خليل!
أيها الأحباء، نحتفل بعيد النبي الياس الذي تميز بغيرته الخاصة على أمور الله –الله كان بالنسبة له كل شيء –لا تستطيع الأصنام أن تقوم مقامه مهما بلغت قوتها، والكاهن انسان مدعو مع كل ضعفه البشري أن يتمسك بالغيرة لله مهما بلغت مساومات هذا الدهر، وهذه الغيرة سوف تجعله مضطهداً لكنه سيتذكر دائماً كلمة بولس لتلميذه تيموثاوس “أن كلمة الله لا تقيد”، وهي المنتصرة دائماً.
والكاهن سيتذكر دائماً أن النبي الغيور، رجل صلاة، ولذلك سيسعى دوماً أن تكون الصلاة أليفة حياته –ففي وسط الصعوبات سيصلي، في وسط الضيقات سيتضرع، سيرتمي بين آلام البشر ليس لكي يكتفي بأن ينظر اليها ولكن ليصلي مع من يرعاهم ومن أجلهم كي يرحمهم الرب ويرحمه، وصلاة الايمان تقتدر كثيراً بفعلها كما سمعنا في رسالة القديس يعقوب –وفي وسط محنة أليمة جداً تعرضت لها عائلة حبيبة في هذه البلدة الكريمة كم كنت متعزياً عندما زرت هذه العائلة معزياً أن أسمع أفرادها يلهجون بتعزية أب هذه الرعية في مرافقته لهم في حزنهم العميق.
أيها الأحباء عندما أراد ايليا أن يشعر بحضور الله فلم يكن الله حاضراً بأي مظهر من مظاهر العنف الطبيعي بل كان حاضراً في النسيم العليل. فالكاهن انسان سيسعى أن يظهر الله في لطفه العظيم، في انحنائه المحب فوق ضعفات البشر –سينتبه كثيراً الى الابتعاد عن كل تهديد باسم الله، الى الهدوء والسلام، سيكون دأبه أن يظهر الله الذي يعلن قائلاً “من مثل الله” لكنه سيظهره في احتضانه للناس الذين تجسد لكي يخاطبهم وجهاًَ لوجه فيؤكد طلبه أن نكون رحماء كما أن أبانا السماوي رحوم.
هذه هي صورة الخدمة التي يدعى الحبيب جوزيف اليها. فمع سيادة الأخ الحبيب المطران باسيليوس الذي باركنا كثيراً بمشاركته معنا في هذه الخدمة ومع الاخوة الكهنة والشمامسة ومع هذه الرعية المباركة، لنصل من أجل خادم مذبح الرب كي تقويه نعمة الروح القدس فتؤهله أن يعطي حساباً جيداً عن خدمته أمام الإله القدوس رئيس الكهنة الوحيد ربنا يسوع المسيح المبارك مع الآب والروح القدس الى الأبد. آمين.
نشرة البشارة
الأحد 31 تموز 2005
العدد 31