نور الله مقابل ظلمة الدهر – المطران بولس (بندلي)
إن بولس الرسول، في مقطع رسالته الثانية الى أهل كورنثوس الذي رتبته الكنيسة المقدسة لهذا اليوم المبارك، يؤكد لنا أن الله الذي هو النور لا يشاء الا وأن يكون النور منتصراً على ظلمة هذا الدهر.
نحن في عالم مظلم بسبب بعدنا عن النور الذي يشعه الله. عالمنا يتخبط في ظلام دامس، إنه بحاجة الى خلق جديد. في بدء الخلق أخرج الله العالم من الظلمة فخلق النور أولاً لكن النور المادي الخارجي، الذي نحن بحاجة اليه كما الخليقة بأسرها، لا يكفي الإنسان المخلوق على صورة الله، إنه بحاجة الى نور ينير حياته كلها، الى هذا النور الإلهي الذي يدخل حياته في الصميم كي ينير خفاياه فيعلنها لكي تشفى من مرضها الداخلي الذي هو الخطيئة، فإذا ما أخرجت يضيء لها المسيح كما ورد في كلام آخر للرسول بولس: “استيقظ أيها النائم وقم من بين الأموات فيضيء لك المسيح”.
نعم أيها الأحباء، كلنا موتى بالخطايا التي تظلم حياتنا ولكننا إن عزمنا بنعمة ربنا أن نحمل في حياتنا موت الرب يسوع الذي أنهضنا من موت الخطايا، أي اذا قبلنا أن نضبط أهواءنا وأن نسعى أن نرفض “كل شبه خطيئة” مع علمنا يقيناً أننا معرضون للخطيئة بسبب ضعفنا البشري، لكننا بثقة نتابع الجهاد، متكلين على قوةة من تغلب قوته في ضعفنا كما أكد هو لكاتب هذه الرسالة عندما أعلن له أمام صرخة ضعفه: “إن قوتي في الضعف تغلب”.
إن الفضل في كل ذلك ليس منّا ولكنه لله ولكننا مدعوون أن نعمل مع الله، حينئذ يبقى الكنز الإلهي المعطى لنا مجاناً من نعمة الله، ولو حملناه في أوان خزفية أي قابلة أن تكسر بسبب ضعفنا، لكننا باتكالنا على الله الذي يقوي ضعفنا، سننتصر، اذ تظهر في جسدنا الضعيف حياة يسوع القائم من بين الأموات المنتصر على موتنا بموته.
نؤمن بذلك كله ونتكلم به كوننا عالمين أن الذي أقام الرب يسوع سيقيمنا نحن أيضاً بيسوع ويحضرنا جميعاً كشموس مشعة في سماء إلهنا الذي له السجود والكرامة الى أبد الدهور. آمين.
نشرة البشارة
الأحد 2 تشرين الأول 2005
العدد 40