القوة النابعة عن الله – المطران بولس (بندلي)
ان ما سمعناه على لسان الرب يسوع بعد أن شُفيت المرأة النازفة الدم يتكلم عن قوة خرجت منه فلنتأمل بهذه القوة ! انه مصدرها وليس أحد غيره يطلقها لأنه هو الرب الاله السيد المطلق القادر على كل شيء. هذه القوة هي للشفاء وليست للموت. اذا ما قارناها بالقوة التي اعتدنا كبشر أن نواجهها، نجد اختلافاً كبيراً قائماً بين القوتين، فقوة الانسان تجنح في كثير من الأحيان الى التدمير، تدمير الانسان الآخر وتدبير ما يحققه على الأرض. نرى القوة البشرية تتنافس كل واحدة لافناء القوة الأخرى ولذا تلجأ الى القتل والدمار –القوي الذي يبقى همه أن يستمر هو لوحده قائماً وبالتالي يسعى الى هدم من يمكن أن ينافسه.
أما قوة الله فهي من نوع آخر. لا تخاف ولا تحاول أن تخيف كي يسود صاحبها –انها تشفي الأمراض المستعصية –نتذكر فيما سمعناه في انجيل هذا النهار كيف أن المرأة كانت قد أنفقت كل معيشتها للأطباء ولكنها صُدمت بواقع مرير وهو أنها لم تقدر أن تشفى من أحد. يا للعجز البشري الذي يقود الى الاحباط واليأس ولكن تبقى المعونة التي تأتينا من الرب صانع السماء والأرض، لم تيأس هذه المرأة بل التجأت اليه راجية منه قوة لم يكن واضحاً لها بأنها ستعطاها ولكنها غالبت كل ما يستطيع أن يعيدها الى الوراء وأتت هي من وراء السيد الرب واقتحمت الحواجز البشرية التي يمكن أن تعترضها: وضعها كإمرأة، وضعها الجسدي الذي يمنعها “شرعياً” أن تدنو من القدوس المتجسد من أجلها ومن أجل العالم أجمع، ملتمسة منه ما لا تتصور أن تتوصل اليه وهو شفاؤها من نزيف دم يدنسها شرعياً ويمكنه أن يدنس من تلامسهم.
فخرجت القوة منه ليست لكي تسحقها أو تميتها لكن لكي تشفيها، فشفيت ونالت هكذا ما تصبة أن تناله دون أن تتجاسر أن تقبل استحقاقها لنواله. شُفيت بعد أن أظهر الرب يسوع بأي مقدار كان ايمانها الذي شفاها الرب استجابة له.
لنلتمس أيها الأحباء هذه القوة النابعة من الله ليس لكي يهلكنا بسبب خطايانا الكثيرة بل لكي يعطينا نعمة كي نتابع المسيرة بنعمته له الكرامة والسجود الى الأبد. آمين.
نشرة البشارة
الأحد 6 تشرين الثاني 2005
العدد 45