القديس يوحنا المعمدان – المطران بولس (بندلي)
في السابع من شهر كانون الثاني تعيِّد الكنيسة المقدسة للقديس يوحنا المعمدان الذي تسمّيه صلواتنا السابق والصابغ للرب يسوع المسيح.
إنه السابق لأنه كان متقدماً أمام وجه الرب ومشيراً إليه بإصبعه قائلاً: هذا هو حمل الله الرافع لخطيئة العالم. إنه يدل عليه طالباً من تلميذيه أن يتركاه ليتبعا ذاك الذي وصفه بأنه متقدمه لأنه كان قبله. بالتواضع السابق الذي كان بإمكانه أن يَستَغِلَّ تعلق الناس به لكي يأخذ مكانةً تحجب المسيح عن الأنظار، فاستبق ليؤكد للجموع التابعة له أنه فقط “صوت صارخ في البرية أعدوا طريق الرب” وإنه ينبغي له (أي يوحنا) أن ينقص وهو (أي المسيح) أن يزيد.
وهو أيضاً “الصابغ” بمياه المعمودية الإله المتنازل إلينا بالجسد، والذي ألحّ عليه أن يعمده لكي “يتمم كل بر” فتواضع السابق، أعطاه معناه الكامل تواضع السيد الذي ارتضى أن يحني هامته أمام يد المعمدان المتردد في تلبية طلب من أخذ صورة عبد كي يحررنا من عبوديتنا لذواتنا ويجعلنا أحراراً من العالم الضاغط علينا كي نحني رؤوسنا أمام عظمة بشرية زائلة وزائفة.
أتى الرب يسوع الى من سمَّاه “أعظم المولودين من النساء” وكان يوحنا يلبس لباساً متقشفاً ويأكل ممّا لا نستطيع أن نسميه قوتاً، وكان يعمد في برية الأردن التي أصبحت آهلة بأولئك الذين قصدوها لكي يسمعوا الصوت الصارخ في البرية أعدّوا طريق الرب، إجعلوا سبله مستقيمة.
ها هو يدعوهم الى التوبة، أي الى التخلي عن الإنسان العتيق بأفكاره والمحاول أن يقزّم الخالق كي يجعله على صورته “هو” (أي صورة الإنسان) في الوقت الذي يأتي الخالق بنفسه لابساً صورة الإنسان الساقط دون أن تنال منه الخطيئة ويدعو هذا الإنسان الى لبس المسيح كي تتجدد فيه صورة الجمال القديم.
أيها الأحباء إن هذا القديس السابق والصابغ ربنا يسوع المسيح يدعونا أن ننظر إليه وأيقونته في كنائسنا قائمة الى جانب أيقونة المخلص ويدعونا جميعاً أن نتواضع كي يمنحنا الرب الرفعة الحقيقية، وأن نتوب أي أن نغيّر
ذهننا وطريقة نظرتنا البشرية الى الأمور وبالتالي أن نصنع أفعالاً تليق بالتوبة وهكذا نتابع مسيرتنا كلابسي المسيح فننال به الاكليل الذي لا يذبل أبداً أهلنا له الله. آمين.
نشرة البشارة
الأحد 15 كانون الثاني 2006
العدد 3