مرثا ومريم وأخوهما لعازر – المطران بولس (بندلي)
إن الاسبوع السادس من الصوم الأربعيني المقدس شدّنا الى الحدث المهم جداً الذي عيدت الكنيسة المقدسة له يوم أمس عندما أقامت ذكرى قيامة لعازر الرباعي الأيام عندما ناداه الرب يسوع فأطلقت عليه الترنيمة الخاصة بهذا العيد لقب “غالب الموت”. وها نحن نعيّد اليوم للأطفال المستقبلين إياه بالهتاف “أوصانا في الأعالي، مبارك الآتي باسم الرب” عند دخوله المدينة المقدسة وكأننا بالعيد الحالي نختم صومنا كي نلج في الأسبوع العظيم المقدس ألا أهلنا الله أن نجوزه بإيمان كي تتلألأ فينا أنوار القيامة المجيدة.
في الأسبوع السادس المنصرم تبرز بنوع خاص علاقة الرب يسوع ببيت لعازر وأختيه مرثا ومريم ونجد تفاصيلاً دقيقة لهذا في الاصحاح الحادي عشر من إنجيل يوحنا.
يقدم لنا هذا الاصحاح أن يسوع يحب مرثا وأختها ولعازر (يو5:11). ويعرّف عن “مريم، أن لعازر المريض كان أخاها وهي التي دهنت الرب بطيب ومسحت رجليه بشعرها” (يو2:11).
ويعرض أنه عند التعزية “لما سمعت مرثا أن يسوع آت توجهت نحوه لتلاقيه” (يو20:11) وبادرته بالقول “لو كنت ههنا لم يمت أخي” (يو21:11). وجرى حديث بينها وبين المعلم الإلهي أكد لها الرب يسوع “أنه هو القيامة والحياة. من آمن به ولو مات فسيحيا” (يو25:11) فارتقت مرتا مع يسوع الى الإيمان بحقيقة كلامه لها، إلاّ اننا نراها عندما اقترب يسوع من القبر وطلب “أن يُرفع الحجر” تجيب بعفوية “يا سيد قد انتن لأن له أربعة أيام” (يو39:11) فيجيبها الرب بما يشدد إيمانها بالرغم من كل شيء.
أما مريم التي كانت أختها مرثا قد دعتها قائلة لها: المعلم قد حضر وهو يدعوك (يو28:11) فلما سمعت قامت سريعاً وجاءت إليه (يو29:11). ومريم بكت ولما رآها يسوع تبكي “بكى” (يو35:11). يا لعظم تحنن الإله الذي يشاركنا في دموعنا!
أما لعازر فإنه مرض (يو1:11) وأعلم يسوع بذلك، لكنه تأخر للوصول إليه مع أنه كان يحبه ثم أعلن حقيقة موته وعندئذ تحرك ليوقظه.
وبعد الحديث مع الاختين والدموع معهما توجه الى قبر الأخ الميت وطلب أن يدحرج الحجر عن القبر وناداه إله الحياة قائلاً “لعازر هلمّ خارجاً” (يو43:11) فسمع صوته ونهض من الموت (يو44:11).
أيها الأحباء في هذا اليوم المبارك نتوجه الى ربنا والهنا ومخلصنا يسوع “نسألك يا رب أن تدخل بيوتنا كصديق حميم لنا. نرجوك أن تدخل إليها لكي تشارك دموعنا فتمسحها بنعمتك، نتضرع اليك أن تسمعنا صوتك الموجه الى لعازر صديقك وتقول لكل واحد: هلم خارجاً، فنخرج صارخين مع ترنيمة العيد: “إننا موتى الخطايا –بك نحيا يا يسوع”. آمين.
نشرة البشارة
الأحد 16 نيسان 2006
العدد 16