إنعدام الخوف إزاء قيامة السيد – المطران بولس (بندلي)
في هذا اليوم المبارك الذي هو الأحد الثاني بعد الفصح المقدس تقيم الكنيسة المقدسة تذكار يوسف الذي من الرامة والنساء الحاملات الطيب وعندما نتكلم عنهم جميعاً ينتصب أمامنا كيف تلاشى الخوف البشري أمام قيامة السيد.
فيوسف الذي لم نسمع عنه شيئاً قبل موت الرب يسوع على الصليب، ها هو يتقدم من بيلاطس “متجاسراً” أن يطلب منه جسد المصلوب، فيعطاه ويلفه بالكتان ويضعه في قبر جديد.
أما حاملات الطيب فيتجرَّأن، بعد أن عرِفن أي وُضِعَ الجسد الدفين، أن يقصدن القبر والظلام باقٍ، وهن مدركات أن حجراً عظيماً جداً يسد فوهته، ولا بد إنهن رأين الجنود الذين يحرسون القبر كي يمنعوا أياً “من تلاميذه أن يأتي ويسرق جسده” كما زعم رؤساء كهنة اليهود.
يا للمفارقة الكبيرة بين يهود يسعون أن يميتوا يسوع وإذ بهم يخافون منه بعد أن مات، يخافون من ميت، وبين النساء الضعيفات بحكم الطبيعة، اللواتي لا يخفن من الظلام ولا من الطريق ولا من الحجر ولا من الموت نفسه لأن الحب ينفي الخوف ويجعل من يُحب في انتصار عليه لأن السيد المحبوب قد انتصر بموته على الموت ويمنح من يسعى الى حبه قوة تبعد الخوف عنه لأن من يحب حقيقة يمنحه الإله المنتصر قوة كي ينعدم الخوف من حياته.
اللهم أعن ضعفنا وقوِّ محبتنا لكي ننتصر على الخوف من الموت فنمجدك يا إلهنا الحي الى أبد الدهور. آمين.
نشرة البشارة
الأحد 7 أيار 2006
العدد 19