الصراخ الى رحمة الله – المطران بولس (بندلي)
في إنجيل هذا النهار استغاثة برحمة الله تصدر على لسان الغني وهو في العذاب. إنه يعبر عن عذاب شديد يعاني منه يرجو من ابراهيم أن يرسل له لعازر ليغمس اصبعه في الماء ويبرد لسانه كونه في لهيب لا يطاق.
نسي الغني المعذب أنه أهمل ذاك الفقير الذي طرح قديماً على بابه ولم يقبل بإدخاله الى بيته لأنه “فقير محتاج” هذا الفقير المحتاج كان يبتغي في وضعه رحمة ليس من البشر المهملين له. لكنه كان فقيراً الى الله كما يعني اسمه لعازر “الله عوني” وكما يرد في الكتاب المقدس “الله عوني فلا أخاف ماذا يصنع بي الإنسان”.
نسي الغني أنه ترك المسكين يشتهي على بابه أن يأكل من الفتات المتساقطة من مائدته والتي كانت كلاب تلتقطها لترتد على الفقير وتلحس قروحه مضيفة الى آلامه الجسدية الناتجة عن جوعه عذاباً آخراً يزيد في شقائه.
أيها الأحباء إن هذا الغني أعمت عينيه الأموال التي كدسها وهذه هي التجربة العظمى، فلم يعد “يرى” المسكين المادد يده إليه مترجياً منه عطاءاً، أي لم يكن قادراً أن يميز أصوات الفقير تطلب رحمته، فنراه عندما توجه الى الله وهو في العذاب لم تكن هناك وسيلة لتوصل استرحامه الى من هو وحده الإله الرحيم المحب البشر وذلك لأن “عازلاً للصوت” قد انتصب بينه وبين الذي قال في كتابه المقدس عن لسان الإنسان البائس: “في كل يوم أدعوك تستجب لي سريعاً”.
في إنجيل هذا النهار دعوة لنا لكي ننظر الى الناس حولنا فنسمع أصواتهم. فلنصغ اليهم، الى كل إنسان تضعه النعمة الإلهية في طريقنا، فلنسمع أصوات استغاثتهم، ولا نصم آذاننا، حينئذ نصرخ الى الرب: “الى الرب صرخت في ضيقي فاستجاب لي إله بري” متأكدين إننا إذا صرخنا الى الرب ستجد ان صلاتنا لها طريق أكيدة لأذنيه. كما نقول أيضاً: “لتستقم صلاتي كالبخور أمامك وارتفاع يدي ذبيحة مسائية استمعني يارب”.
نشرة البشارة
الأحد 5 تشرين الثاني 2006
العدد 45