الانتصار على الحزن النفسي – المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday March 21, 2017 191

الانتصار على الحزن النفسي – المطران بولس (بندلي)

سمعنا في مقطع إنجيل هذا النهار عن حزن ملأ نفس إنسان والغريب انه حزنت نفسه ليس على شخص أو شيء فقدهما، لكن الحزن نتج عن انه “غني جداً”.
نعم أيها الأحباء، لقد حزن الانسان الذي كلمنا عنه الإنجيل لأنه شعر ان غناه أصبح “ثقلاً” في مسيرته نحو تحقيق الهدف الذي كان يتساءل كيف يحققه! انه كان يسأل المعلم الإلهي عمّا يجب أن يعمله لكي يرث الحياة الأبدية. وسؤاله يعني بكل وضوح ان المال الذي كان يملكه لم يكن يشفي غليله بل كان ينظر الى “حياة أبدية” وهو أمام من قال في صلاته الى الآب قبل آلامه الطوعية: “والحياة الأبدية هي أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك والذي أرسلته يسوع المسيح”. (يو3:17).

وسمعنا السيد الرب يسوع المسيح يستدرجه من حفظ الوصايا الى أعلى من ذلك، يطلب اليه أن يطرح أيضاً ماله كي يرتقي معه الى أعلى مما حققه حتى الآن بحفظ الوصايا وإذ بالإنسان يتوقف في الانطلاقة التي أطلقها إياه الروح الإلهي، وذلك بسبب مال اقتناه بجده ونشاطه، ولكنه للأسف أثقل مسيرته، فحدّ من ارتفاع نفسه الى حيث راحتها الحقيقية، فحزن في نفسه كونه كان تائقاً الى أجواء علوية وإذ به يشعر وكأنه مضبوط في مخالب فخ، يأسر نفسه التائقة الى العلو.
واستولى الخوف على مستمعي الرب يسوع وأخذوا يتساءلون من يستطيع أن يخلص من رباطات الأرض الكثيرة، فيأتي كلام التعزية من عند الإله المتحنن المحب للبشر بأن “ما هو غير مستطاع عند الناس مستطاع عند الله”.
نعم أيها الأحباء، إن التجارب كثيرة في التعلق البشري بما يعوق مسيرتنا نحو الله الذي وحده يستطيع أن يعطي معنى لحياتنا إذ إننا نجد فيه الحياة الأبدية. وكل شيء على الأرض يصح، إذا نظرنا الى فوق من حيث يأتي عوننا، وإذا حاولنا بمعونة نعمته السماية أن ندوس كل شيء اعطيناه فيصبح مطية لنا، عوض أن نستعبد له. حينئذ نلمس بوضوح كيف أن قوة الله تنقذنا من الفخ ونعطى جناحين فنطير كالحمامة في الأجواء التي دعينا اليها ونمجد المسيح المبارك الى أبد الدهور. آمين.  

نشرة البشارة

الأحد 26 تشرين الثاني 2006
العدد 48

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share