كلمة في عيد القديس نيقولاوس في الحميرة – المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday March 21, 2017 192

الكلمة التي ألقاها صاحب السيادة في عيد القديس نيقولاوس في رعية الحميرة بتاريخ 5/12/2006

يا أحباء،
في ترنيمة قديسكم التي تسمعونها كل أحد، غابت قليلاً عن خدمتنا بسبب إننا دخلنا من صلاة الغروب من نصفها الى القداس الإلهي ولكنكم تسمعون ترنيمة شفيعكم في كل قداس إلهي تشتركون فيه في هذه الكنيسة المقدسة، لأن ترنيمة القديس شفيع الكنيسة ترنم باستمرار في كل خدمة الهية. ماذا تقولون: “لقد أظهرتك أفعال الحق لرعيتك قانوناً للإيمان وصورة للوداعة ومعلماً للإمساك…” أود أن أتوقف قليلاً على هذه الكلمات التي اعتادت آذانكم أن تسمعها.
يقول المرنم فيها للقديس نيقولاوس: “لقد أظهرتك أفعال الحق لرعيتك”، إذاً المدينة المبنية على جبل لا يمكن أن تخفى ونور المسيح فيكم لا يمكن أن يخفى ولكن الفرق بين اعلان هذا العالم وبين الظهور الذي يُظهره الرب فرق. العالم يُعلن ويضج بالاعلان أما إلهنا فهو وديع الى أبعد حدّ ممكن، وقد سمعنا منذ قليل الترنيمة المتعلقة بالميلاد التي رُنمت عندما قمنا بالدورة الصغرى بالإنجيل المقدس بينكم أيها الأحباء. نور المسيح يُعلن أي لا يمكن أن يُخفى بطريقة لا يعرفها الناس ولكن يُعلن، لذلك نيقولاوس أُظهرت صفاته للناس، ليس لأنه يتبجح ليس لأنه يفتخر.
بولس يقول بأنه يفتخر بأوهانه وبضعفاته، وشفيعكم أيضاً على خطى الرسول بولس لا يفتخر بشيء حسب هذا العالم ولكن أعمال الحق تعلنه لرعيته، لذلك يجب أن يُعلن، إيمان المؤمن بالرب يسوع المسيح يجب أن يُعلن ولكن من يعلنه، يعلنه الله، ليس بإرادة بشرية وليس بسعي بشري ولكن بإرادة إلهية الاّ يُطفأ النور وأن يصل النور الى كل إنسان. ماذا أظهرته أفعال الحق، أظهرته قانوناً للإيمان، قانوناً أي دستوراً أي أن المؤمن تصبح حياته مجسدة لإيمانه، الإيمان لا يُعلن بالكلام لكن يُعلن بالحياة.

شفيعكم أصبح قانوناً للإيمان أي أن حياته أصبحت معلنة للإيمان بيسوع المسيح، صورة للوداعة. الوداعة أمر صعب جداً على أرضنا هذه، لأن الوداعة تعتبر “سطلنة” تعتبر أن الانسان لا يعيش مثلما يجب أن يعيش.
هنا يأتي الرب يسوع المسيح لكي يقول لنا تعلموا مني فإني وديع، لذلك الوداعة يجب أن  تكون لنا صورة لها، ونيقولاوس شفيعكم يقدم لنا صورة حية للوداعة، أما الامساك أي الابتعاد عن الاهواء الابتعاد عن كل شيء يعطل مسيرتنا نحو الله، هذا هو الامساك، ربما نحصر الامساك في كثير من الاحيان فيما يتعلق بالطعام او الشراب، اكثر من
هذا، الامساك هو ان نطرد بنعمة الله من حياتنا كل ما يمكن أن يعطل نور المسيح فينا. وبالتالي في الآخرين. هذا هو شفيعكم قانون للإيمان، صورة للوداعة، معلماً الامساك.
أيها الاحباء في عيده هل تعاهده أنا وأنتم بأن نتشبه به، بأن نسعى أن تكون حياتنا قانون للإيمان، بأن تكون في حياتنا صورة بهية لوداعة المسيح في عالم يقول إذا لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب، أي أن تفترس الآخرين وتتغداهم قبل أن يتعشوك. كلا أيها الأحباء بإذن الله وبشفاعات القديس نيقولاوس سنسعى أن نكون كما يطلب إلهنا الذي نستعد أن نستقبله طفلاً جديداً مخلصاً للعالم أجمع.
كل عام وأنتم بخير مع عائلاتكم وجميع الذين تسموا باسم القديس نيقولاوس. آمين.

نشرة البشارة

الأحد 10 كانون الأول 2006
العدد 50

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share