نور الله- المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday March 21, 2017 195

نور الله- المطران بولس (بندلي)

“اليوم ظهرت للمسكونة يا رب ونورك قد ارتسم علينا…”
هذه الكلمات ترددت على مسامعنا طيلة هذه الأيام المقدسة بالظهور الإلهي الذي نودِّع عيده في هذا اليوم المبارك.
فيا أيها الأحباء إن الإنسان يخاف من الظلمة، إنه يحتاج الى النور، والله في بدء الخلق، خلق بكلمته الأزلية الأبدية، خلق النور أولاً وقائلاً: “ليكن نور” فكان النور المادي الذي يحتاج إليه الإنسان كي يحيا. ولكن هذا النور المخلوق قابل للزوال ولذلك لا يستطيع الإنسان أن يكتفي به ولذلك تاق منذ خلقه الى نور لا يزول من حياته وحتى الموت الذي تعرض له بسبب بعده عن خالقه لا يستطيع أن يزيله من حياته،

فكانت الكلمة الإلهية لتقول له: “الشعب الجالس في الظلمة أبصر نوراً والجالسون في بقعة الموت وظلاله أشرق عليهم نور” فتعزى قلب الإنسان بتعزية إلهية تأتيه من فوق وانتظر تحقيق وعد الله له لأن الله صادقاً دائماً بما يقوله لمخلوقه الإنسان. فإذا بالله نفسه يأتي الى شعبه الجالس في الظلمة، إذا بالرب يسوع المسيح “النور من النور”: يتنازل ليفتقد الإنسان كي يحمل إليه ليس النور المادي المخلوق بل نوره الإلهي الذي لا يغرب أبداً، فارتسم هذا النور على البشر أجمعين داعياً إياهم أن يعيشوا كأباء للنور، وهذا يعني أن يجتهدوا لكي لا يبتعدوا عن مصدر النور الإلهي الذي افتقدهم راجين من الله أن يقويهم كي لا يخالطوا ظلمة هذا الدهر وينتصروا عليها صارخين الى الرب: “وبنورك نعاين النور” فأهلنا له يا رب. آمين.  

نشرة البشارة

الأحد 14 كانون الثاني 2007
العدد  2

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share