قوة قيامة الرب يسوع – المطران بولس (بندلي)
في هذا الأحد نتذكر يوسف الرامي والنساء الحاملات الطيب. أما يوسف هذا الذي لا نرى البتة ذكر اسمه في الإنجيل المقدس قبل حادثة الصلب بل قبل موت الرب يسوع على الصليب، ها هو “يتجاسر” أن “يدخل” على بيلاطس الوالي الروماني كي يطلب منه جسد المصلوب المحكوم عليه بالموت. إنها لجرأة تفوق كل تصور لأنه كان ممنوعاً أن يطلب جسد “مجرم” ليدفن كون هذا الطلب يحمل تواطئاً واضحاً مع الإجرام. يا للذهول عندما نتأمل كيف أن يوسف الذي لم يجرؤ أن يعلن إيمانه بالمسيح وهو بعد حياً، ها هو يعلن تمسكه به وهو ميت! هل يفهم ذلك إذا لم تكن قوة عظيمة يحملها هذا الجسد الميت وهي قوة قيامته المنتصرة على الموت ألد عدو للإنسان؟
وإذا إنتقلنا الآن الى تلك النساء اللواتي بكرّن جداً في أول الأسبوع بعد أن انقضى السبت، كي يقمن بمهمة مستحيلة بشرياً ألا وهي الوصول الى جسد ميت يسد فوهة قبره “حجر عظيم جداً”. إنهن ذاهبات لوحدهن، قاصدات قبراً يحرسه حراس موكول إليهم ألا يدعوا أحداً من “تلاميذ هذا المضل” يقترب كي لا يسرق الجسد ويزعم أنه قام من بين الأموات مضللاً أكثر فأكثر من ينشر إليهم هذا الخبر المزيف. ومع كل هذه الصعوبات كانت النساء الشجاعات يتابعن سيرهن متسلحات بأمر لا يستطيع أحد أن ينزعه منهن الا وهي “المحبة” التي لا تعرف أن “تحسب” فتجاذف متحدية كل الصعويات إذ تصرخ “من يفصلني عن محبة المسيح”؟ ولذا عندما وصلن الى هدف مسيرتهن وجدن الحجر قد دحرج والذي كنّ يطلبنه ميتاً وهن باكيات وجدنه إلهاً حياً وهنّ فرحات وكلفن من الملاك أن ينقلن النبأ العظيم لقيامة السيد الى التلاميذ كي يلاقوه من جديد في المكان الأول الذي اختارهم فيه ونقلهم من صيد السمك الى صيد البشر كي يمنح الإنسان –كل إنسان- قوة قيامة الرب يسوع المنتصر على الموت.
أيها الأحباء لنطلب من الرب أن يسند أجسادنا المائتة بقوة قيامته وأن يقوي محبتنا له بقوة قيامته وأن يعطينا الجرأة كي نحيا فيه بقوة قيامته فنصبح شهوداً حقيقيين لقوة قيامته فنعلن قائلين: “المسيح قام من بين الأموات ووطىء الموت بالموت ووهب الحياة للذين في القبور”.
حقاً لقد قام الرب منتصراً على الموت له الكرامة والسجود الى أبد الدهور. آمين.
نشرة البشارة
الأحد 22 نيسان 2007
العدد 16