“كن أميناً الى الموت فسأعطيك إكليل الحياة” – المطران بولس (بندلي)

mjoa Thursday March 23, 2017 219

“كن أميناً الى الموت فسأعطيك إكليل الحياة” – المطران بولس (بندلي)

“كن أميناً الى الموت فسأعطيك إكليل الحياة” (رؤ10:2)

هذه “الأمانة الى الموت” لا نقرأها في الكتب بل إنها تتجسد أمامنا، تحقق بكل معانيها في تضحيات جنود جيشنا الباسل. إنها تتجلى بوضوح أمامنا في كل يوم. هناك أحباء يموتون لأنهم أمناء. إنهم لا يهربون، لا يتوارون عن الأنظار خوفاً من الخطر المحدق بهم لأنهم يؤمنون بأن الله قادر أن ينقذ بلدهم، بلدنا الجريح المدمى من جهة من عدو متربص لهم بشراسة ومن جهة ثانية بانقسامات داخلية تمزقه…

أيها الأحباء نحن مدعوون أن نقف وقفةً فيها يقظة ضمير، أولئك الذين آمنوا فكانوا أمناء حتى الدم لكي ينجوا بلدنا من الإنقسامات المميتة، لنا ثقة أن الإله القدوس القادر على كل شيء منحهم إكليل الحياة الحقيقية المنتصرة على الموت إذ نراهم في موكب الحمل القدوس الذي ذبح من أجل خلاص العالم وهم غالبون مع من أكد قائلاً قبل آلامه وموته “ثقوا فقد غلبت العالم” ومن أردف قائلاً “لأني أنا حي فأنتم ستحييون”.

ولكن السؤال الذي ينبغي أن نطرحه وجدانياً على أنفسنا هل نهمل خلاصاً لبلدنا أثبت بدماء هؤلاء الأمناء الأحباء ونحن غافلون وكأن الأمر لا يعنينا.

علمونا الأمانة والأمانة ليست بالكلام، الأمانة في الشهادة التي نحن مدعوون أن نقدمها في كل يوم لنستحق أن نجني ثمار الدماء التي سكبت على أرضنا.

فلنتأهب ولنحب بلدنا على طريق الأمناء الشهداء الذين ضحوا بزهرة شبابهم لكي ينالوا إكليل الحياة ويساهموا في أن نحيا نحن أيضاً، فهل لنا ضمير يتحرك من أجل تحقيق ذلك.

اللهم إننا نتضرع إليك من أجل دماء شهدائك أن تلهم مسؤولينا الأيمان الدافع الى حفظ هذا البلد سالماً إنك لن ترد طلب المستغيثين بك. إرحمنا وارحم بلدنا وارحم عالمك وألهم أصحاب القرار بأن يكونوا خادمين لخط محبتك فإنك أنت الحافظ مخلوقاتك بنعمتك والمبارك الى أبد الدهور. آمين.

نشرة البشارة

الأحد 8 تموز 2007
العدد 27

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share