حفظ الأمانة – المطران بولس (بندلي)
يقول الرسول بولس في رسالته الثانية الى تيموثاوس: “حافظ على الأمانة الكريمة المودعة لديك” (2تي14:1). وعندما يسام الكاهن يسلم من قبل رئيس الكهنة “الحمل الإلهي” وتوجه له هذه الكلمات “إحفظ الوديعة سالمة لأنك ستعطي عنها حساباً عند مجيء ربنا يسوع المسيح”.
أيها الأحباء هناك أمانة غالية جداً وهي البلد الجريح الذين نحن أبناؤه، وهذه الأمانة إن لم تحفظ تتضعضع وتفقد وحذارنا إن ضاع بلدنا. فماذا يكون مصيرنا؟
هذه الأمانة يدفع جيشنا الباسل ثمناً غالياً جداً للمحافظة عليها، وهل من ثمن يفوق ثمن دم يسفك دون تردد ولو للحظة واحدة؟ “من أجلك نمات” هذا هو حال لسان الشهداء الأبرار! فهل ننتبه الى ذلك.
إن بلدنا الغالي ينادينا نحن أبناؤه، يستصرخ ضمائرنا! الأمانة في عنق كل مواطن منّا، لا نستطيع أن ندير ظهرنا وكأن الأمر لا يخصنا.
إننا نرفع بإستمرار صلوات حارّة وتضرعات كي يحفظ جيشنا ويقويه على أعدائه ويعطيه النصر الكامل في تحقيق حفظ الأمانة الغالية التي إلتزمها إلتزاماً كاملاً.
نسأل إلهنا القدوس أن يلهم كل إنسان من وطننا الجريح أن يعي مسؤوليته الجسيمة في حفظ الأمانة سالمة، إن بلدنا الذي حفظه أجدادنا وأباؤنا وحرصوا على كل ذرّة من ترابه، والذي تروى أرضه بدماء شهدائه يستصرخ ضمائرنا. عسى أن ينتبه حكامنا وأن ننتبه دائماً فنحفظ الأمانة سالمة وننعم بوطن يعيش أبناؤه بكرامة الأمانة المحفوظة وليؤهلنا الرب أن نعيش فيه بكل ثقة وكرامة الإنسان المخلوق من ربه سيداً على الخليقة كلها بالمحبة المستقامة من نعمة إلهنا له الكرامة والسجود. آمين.
نشرة البشارة
الأحد 15 تموز 2007
العدد 28