المحبة الثابتة – المطران بولس (بندلي)

mjoa Thursday March 23, 2017 186

المحبة الثابتة – المطران بولس (بندلي)

إن المحبة ليست حقيقية إلا إذا ثبتت أمام تجارب هذا الدهر التي تحاول أن تطغي عليها كي تحطمها، ولكن الله الذي هو “محبة” هو الذي يمنحها قوة الثبات، فتحرز إنتصارها الكامل بقوة الذي أحبنا أولاً وأحبنا حتى الموت “مجاناً”.

أيها الأحباء، لقد قال الرب يسوع لتلاميذه قبل الآلام الخلاصية والموت المحيي: “إثبتوا في محبتي” (يو9:15). هذا الثبات في المحبة، أي عدم الإلتفات الى الوراء والمضي قدماً ثابتة في البذل لأجل خلاص بلدنا نراه في جيشنا الباسل الذي لا يوفر نفسه لكي يقدم فدية مرضية لله تنقذ بلدنا الجريح من فخاخ عدو شرس متربص له كي يهلكه.

نحن مدعوون أن نتأمل بهذه المحبة الخالصة التي لا تكتفي بالكلام ولا ترتد الى الوراء محققة كل يوم عظمة التضحية بالذات باذلة نفسها حتى الموت من أجل خلاص أولئك المحبوبين أي نحن أبناء الوطن الحبيب الصارخين من أعماق قلوبنا:

يا إلهنا المنقذ إرحمنا، إقبل تضحيات من يفدوننا بدمائهم الذكية، الذي ثبتوا في محبتك حتى النهاية واشتركوا في فدائك للبشر. أعطنا أن نحب مثلهم بلدنا وأبناءه، أعطنا أن نثبت في المحبة وألا تزعزعنا الرياح العاتية التي تحاول أن تقتلعنا من جذورنا. إن ثبات الشهداء في محبتهم يثبت بلدنا في أصوله وجذوره، فلا تجعله في مهب الريح، يضيع في ضباب أطماع البشر.

أنت يا رب، يا ثبات المؤمنين وحده، إغفر لنا تقاعسنا، واقبل تضحيات شهدائنا، وارحم عالمك، وارحم بلدنا يا إله الرحمة والمحبة للبشر كي نمجدك على الدوام الى أبد الدهور. آمين.           

نشرة البشارة

الأحد 29 تموز 2007
العدد 30

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share