كلمة رئيسة المركز الأخت ميرنا عبّود

mjoa Monday April 3, 2017 181

تقديم رئيسة المركز

   مسيرةُ الحبّ استمرّت وتستمرُّ وها هي اليوم أمانةٌ في يَدي صبيّةٍ عرفناها أصيلةً في الحركة، مُحبّةً لكنيسةِ الرّب ومُتفانيةً في خدمتها. تولّت رئاسة مركز طرابلس منذ ما يُقارب السنتين أبدت خلالها صبراً طويلاً ورحابةَ صدرٍ لا مثيل لها. هي، وبكلّ إعتزازٍ أقولها، أوّلُ إمرأةٍ تتولّى رِئاسة مركز طرابلس.    الأخت ميرنا عبّود، الكلمةُ لكِ، تفضّلي.


كلمة رئيسة المركز الأخت ميرنا عبّود

   سيادةَ راعي الأبرشيّةِ المتروبوليت أفرام كرياكوس الجزيلِ الاحترام                  

   قدسَ الأرشِمَنْدريت رومانوس حَنّاة – رئيسِ ديرِ سيّدةِ البلمند الجزيلِ الاحترام    

   الآباءُ الأجلّاء                                    

    أخي الأمينَ العامّ فادي نصر، إخوتي الأحبّاء، أيّها الحفلُ الكريم

   خمسةٌ وسبعون عامًا مرّت على تأسيسِ تيّارٍ نهضويٍّ ولد من رحِمِ الكنيسةِ ولأجلِها على يدِ شبّانٍ ألْهَمَهُمِ الرّوحُ القدس،وألهبَهم حبٌّ عظيمٌ للّذي “أحبَّنا أوّلاً”.

   إنّه اليوبيلُ الماسيُّ لحركةِ الشّبيبةِ الأرثوذكسيّة. حركةٌ سمعتْ صوتَ النّبيّ، صوتَ الصّارخِ في البرّيّةِ “أعدّوا طريقَ الرّبِّ واجعلوا طرقَه مستقيمة”.

   وأبحرتِ السّفينةُ، فابتدأتْ رحلةُ العمر، رحلةٌ شاقّةٌ، وما أحلاها رحلةً! ربّانٌ محبٌّ رؤوفٌ يوجهّها، عيْنٌ ساهِرَةٌ تحرُسُها، قوّةٌ تظلّلُها وتقودُها لترسوَ على شاطئِ الأمان، دون أن تخشى الأنواء.  

   tr13خمسةٌ وسبعون عامًا من العملِ لأجل كنيسة الرّبّ الّذي “قال دمَه الحبّ” على حدّ تعبير صاحب السّيادة المطران جورج خضر.

   يا إخوة، منذ البَدء حرصَ المؤسّسون على نفْضِ الغبارِ عن كنوزِ كنيستنا، فنهَلوا منها وسقَوْا، من ينابيعِ تعاليمِها، القلوبَ العَطشى للكلمة.

   أُصدرتِ الكتبُ والمجلاّت، انكبّتِ الفرقُ الحركيّةُ على قراءةِ الكتابِ المقدّسِ، وسعت إلى عيشِ تعاليمِ الكنيسة وترجمةِ الحبّ فيها حتّى سمّيت الفرقةُ “مختبرًا للمحبّة”، فكانت استجابةً لكلامِ الرّبّ: “بهذا يعرف الجميع أنّكم تلاميذي إن كان لكم حبٌّ بعضًا لبعض”.

   أدركَ الأوّلونَ أنّ الحبّ، إنْ لم يكن مقرونًا بالفعل والبذلِ والخدمة، لا نفع له. أصغَوا جيّدًا للصّوت المدوّي ” كلّ ما فعلتموه بإخوتي هؤلاء الصّغار فبي فعلتموه “، فظهرَتِ الخِدْماتُ الاجتماعيّةُ وبادرتِ الفرقُ والفروعُ والمراكزُ إلى تقديم يد العون لكلّ أخٍ وأختٍ لنا في الإنسانيّة، حسْبَ موهبتِهم ومقدرَتِهم، من دون أن يُهمِلوا الزّياراتِ الرِّعائيّةَ والسّهراتِ الإنجيليّة.

   فرقٌ وإرشادٌ، طِباعةٌ ونشرٌ، خدمةٌ ورعايةٌ… كلُّ هذا بفكرٍ نهضويٍّ وجَهْدٍ لترسيخ أنّنا معمّدون على اسم الآب والابن والرّوح القدس، أي بتنا أناسًا مسؤولين، على الصّعيد الفرديّ والصّعيد الجَماعيّ، “فكلّكم راعٍ وكلّ راعٍ مسؤولٌ عن رعيّته: أنا مسؤولٌ عنكَ وعنه، وأنتَ مسؤولٌ عنّي، وهو مسؤولٌ عنكَ وعنّي” كما قالَ المثلّث الرّحمات البطريرك إغناطيوسُ الرّابع هزيم.

   مسؤوليّةٌ يرافقها التزامٌ لحياة الكنيسة وروحيّة تعاليمها. فُتحتِ الأديارُ وكرّسَ العديدُ من الإخوة ذواتِهِم للربّ وما زالوا. التزاموا نقلَ البُشرى في الأديارِ، كما نسعى، نحن، التزام نشرها في الأنحاءِ كافّةً.

   واليومَ نحتفلُ معًا بالعيدِ ببركة سيّدنا أفرام ملاكِ أبرشيّتنا ورعايتِه، هو الّذي يتابعنا بمحبّةِ الأبِ لأبنائه، ويَذكُرنا دومًا في صلاتِه، ألا أمدّ الله بعمركَ سيّدي لتظلَّ راعيًا أمينًا قاطعًا كلمةَ الحقِّ باستقامةٍ.

   اليومَ نحتفل بالعيد، وما العيدُ سوى تجديد ٍلعهدِ الحبّ للربّ وكنيسته. العيد ُتوبةٌ عنكلِّ خطإ أو تقصيرٍ اقترفناه، اهتمامٌ في ما للربّ، تفعيلٌ للمواهبِ الّتي منَّ بها علينا،سماعٌ لصوتِه وتلبيةٌ للنّداءِ ليصبحَ، هو، حياتَنا.

   أن نحتفلَ بالعيد هو أن نجدّدَ ولاءَنا للرّبّ، أن نكرّسَ حياتَنا له، أن نبقى مستقيمي الرّأي والممارسة، فلا نساومُ في الحقّ الانجيليّ، ونسعى بإصرار الأبناء، إلى أن يعمّد العمل في كنيسة المسيح بروح الخدمة، وليس بأيّة روح أخرى، ويبنى على أساس الموهبة والكفاءة لا على أيّة أسس أخرى. وأن نسلّطَ الضّوءَ على الخطإ،لا للتّشهير إنّما للبناء في ورشةٍ جادّةٍ  مع كلِّ مَن يحملُ الفكرَ ذاتَه، فكرَ المسيح، إذ نحن لا نستأثرُ به البتّة.فنقول معًا ” لك ولأجل كنيستك ربّي” نعمل ونتحرّك ونسير. حياةُ كلٍّ منّا صارت قصّةَ حبٍّ لك َولأحبّائك، فهَبْنا أن نعيشَ حياةً أنتَ ملؤُها لا سواك. فلا ماسُ الخمسةِ والسّبعين ولا بريقُه الوهّاجُ يعنيِنا، إنّما نورُك ربّي، فأطلِعْهُ دوْمًا في ذواتِنا.

   كلَّ عامٍ ونحن معًا نقولُ الحبَّ!   

 تقديم الأمين العام

   إلتصق اسمهُ بِحركةِ الشبيبةِ الأرثوذكسيّة. لا يكلُّ ولا يملُّ، يكدحُ في الكنيسة ولا يعملُ إلّا لأجلها. يعمل لِأجلها ولا يتعب. إذا تحرّك يُذكّرُكَ بأقدامِ المُبشّرين على الجِبال، وإذا تكلّمَ تستوقِفُك عِندَهُ رؤيةٌ ثاقبةٌ وإحاطةٌ شاملةٌ بِقضايا الكنيسة وهموم شبابِها. صاحبُ نَفسٍ رسوليٍّ، رئيسٌ سابقٌ لِمركز جبل لبنان. إنَّه الأمينُ العامُّ الحالي لِلحركة المهندس الأخ فادي نصر،   حضرة الأمينِ العامّ الكلمةُ لكَ، تفضّل.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share