رؤية الله- المطران بولس (بندلي)
يوم الأربعاء الماضي في الرابع عشر من هذا الشهر عيدت الكنيسة المقدسة للقديس الرسول فيليبس، ونذكر هنا كلامه للرب يسوع: “يا سيد أرنا الآب وكفانا” (يو8:14)، ويرد أيضاً في المقطع الإنجيلي نفسه: قال له يسوع “أنا معكم زماناً هذه مدته ولم تعرفني يا فيليبس الذي رآني فقد رأى الآب فكيف تقول أنت أرنا الآب؟” (يو9:14).
أيها الأحباء إن الله خالق الإنسان على صورته ومثاله والساكن في النور الذي لا يدنى منه والذي لا يستطيع أن يراه إنسان ويبقى حيّاً كما أعلن لموسى عندما طلب رؤيته المباشرة لكنه بتحننه على الإنسان المخلوق أراد أن يطل عليه من علياء سمائه كي لا يبقى غريباً عنه. أطل عليه يسوع المسيح، فورد في إنجيل يوحنا “الله لم يره أحد قط الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو الذي خبَّر (يو18:1).
فالانسان يتوق الى رؤية الله لأن حياته الحقيقية هي في الله الذي وحده يعطيها معناها الحقيقي. والسؤال الملهوف الذي طرحه الرسول فيليبس على الرب يسوع يُنتظر أن يطرحه كلّ إنسان منّا على نفسه قائلاً: إني أريد أن أرى الله، أين هو؟ ولا بدّ في سياق الحديث نفسه أن ينتظر كلّ منّا أن يُطرح عليه السؤال من قبل أشخاص وضعتهم العناية الإلهية عل طريقنا نحن بل على طريق كلّ منّا أي على طريقي أنا؟ فإذا طُرح السؤال عليّ فماذا سيكون جوابي؟
ولطالما لا يستطيع أحدنا أن يعطي ما ليس هو حاصلاً عليه، فهلمّ نتوقف على سؤالين متلازمين نجيب عليهما في أعماق وجداننا:
السؤال الأول: هل أسعى أن أرى الله؟ ولتحقيق هذه الغاية هل أسعى لأرى الله الرب يسوع الإله المتنازل إلينا؟ هل أريد أن أراه كما هو حقاً وليس كما يُجَرّب العالم أن يسقطه عليه؟ هل أسعى أن أرى الرب يسوع في أولئك الذين علمني هو إنهم نافذة نطل بها عليه عندما قال: “كل ما فعلتم بأحد إخوتي هؤلاء الصغار فبي فعلتم؟”، وحينئذ أواجه السؤال الثاني: هل أسمع صوت من يقول لي كما قال الرسول فيليبس للمسيح: “أرني الآب”؟
هل أريد أن أصغي الى الصوت المنادي كي أجيبه بصدق: تعال الى الرب يسوع إلهي، مخلصي ومخلصك ومخلص العالم فترى وجه الإله القدوس المحب البشر، أي المحب لي ولك ولكل إنسان؟
هذه هي دعوتنا أيها الأحباء! أهلنا الله أن نعي ذلك فنرى الله الذي لا يرى والمنسكب نحونا في إبنه الوحيد ربنا يسوع المسيح له الكرامة والسجود مع الآب والروح المحيي الى أبد الدهور. آمين.
نشرة البشارة
الأحد 18 تشرين الثاني 2007
العدد 46