تسخير الوصية ضد الإنسان – المطران بولس (بندلي)

mjoa Friday April 21, 2017 245

تسخير الوصية ضد الإنسان – المطران بولس (بندلي)

في المقطع الإنجيلي الذي رتبته الكنيسة المقدسة لهذا اليوم المبارك هناك لفتة مهمة لعلاقة الوصية الإلهية بالإنسان. سمعنا كيف أن اليهود كانوا يتمسكون بوصية يوم السبت وإذا بهم يستوحون منها أنه لا يجوز للإنسان أن يشفى من مرضه يوم السبت، إنه أمر غريب ورهيب أن تكون وصية من وصايا الله كي تستعمل ضد خلاص الإنسان من مرضه. ألم يذكر الحاضرون المتشبثون بالتمسك الشكلي بالوصية بأن الرب قال لهم في موقع مشابه: “إن السبت وجد للإنسان ولا الإنسان للسبت” وفي مكان آخر جواباًٍ على انتقادهم له كان قد أجابهم: “إن ابن البشر هو رب السبت أيضاً” مؤكداً ان وصية السبت لم توضع لأجل قهر الإنسان ولكن وضعت لكي يتذكر تحنن الله نحوه الذي دفعه أن يخلقه على صورته ومثاله.

أيها الأحباء لا نتصورن ان الوصايا الإلهية وجدت لقمع الانسان -وجدت لخدمته- لا يجوز لنا أن نستهين بها ولا أن نخالفها ولو أصغرها. الإنسان مدعو أن يفهم ان الوصايا ليست اختيارية –كلها مهم- ألم يقل الرب يسوع إن من نقض أي خالف إحدى هذه الوصايا وعلم الناس هكذا يدعى صغيراً في ملكوت الله، وأما من علم حفظها وهو يحفظها كمثال حي أمام الناس هذا يدعى عظيماً في ملكوت السموات. ولذلك يطلب منّا أن ننتبه إليها بكل حرص وصغرها بنوع خاص، لكننا سننتيه ألاّ نجعل منها صنماً للعبادة، فهي وجدت لكي بتطبيقها يجد الإنسان نفسه محققاً للقصد الإلهي في خلقه الذي هو تثبيت إنسانيته المتلئلئة بحرية أبناء الله التي منحها الله له. ولذلك يعتبر الإنسان الوصية الإلهية وسيلة له لكي يرتقي نحو الأعالي المدعو إليها وهكذا يحصل على الحرية الإلهية التي منحها الله له.

الوصية حياة ولا استعباد فلنلتفت الى هذا بنعمة ربنا له الكرامة والسجود الى أبد الدهور. آمين.

نشرة البشارة

الأحد 9 كانون الأول 2007
العدد 49

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share