كلمة في تكريم الاعلاميين في عكار – المطران بولس (بندلي)

mjoa Friday April 28, 2017 699

كلمة صاحب السيادة المطران بولس بندلي في تكريم الاعلاميين في عكار بمناسبة ذكرى عيد شهداء الصحافة بتاريخ 6/5/2008

أيها الإعلاميون الاعزاء.

نرحب بكم أجمل ترحيب في داركم شاكرين الله على كل منّة منه وخاصة على رؤية وجوهكم الكريمة في يوم أغر نتذكر فيه الشهداء الأبرار ومنهم شهداء الإعلام الذين في كل مناسبة أتيحت لهم وصلوا الى قمة العطاء المتفاني الذي لم يطلب الإنسان فيه لنفسه شيئاً ولكن لكي يحيا الآخر حياة كريمة أعطيت له من الله خالقه تعالى وتبارك إسمه دائماً.

أيها السادة الأحباء، نتذكر بحضوركم الكريم، كلاماً جاء في مقطع إنجيلي تلي على مسامعنا في يوم عيد الفصح المقدس: جاء (يوحنا المعمدان) ليشهد للنور (نور الله عزّ وجل). لم يكن هو النور بل كان يشهد للنور، والنور الإلهي يضيء في الظلمة (ظلمة هذا الدهر) والظلمة لم تدركه… (إنجيل يوحنا الاصحاح الأول).

إن هذا الكلام ينطبق عليكم لأن الدعوة التي دعيتم إليها تشابه كثيراً الدعوة التي ظهر فيها القديس يوحنا المعمدان الذي قطع رأسه من أجل إعلانه بأن لا مساومة بين نور الله والظلمة التي يتخبط فيها أبناء هذا الدهر المأخوذين بسيطرة أهوائهم. أنتم مدعوون الى الشهادة للنور الإلهي الذي وحده يخلص الإنسان. وكما يقول القديس بولس: “أن معركتنا ليست ضد لحم ودم بل ضد سلاطين الظلام”، الذين يحاولون أن يرموا الإنسان بكبريائهم، لكننا نؤمن، كما يقول بولس الرسول نفسه: إننا نستطيع كل شيء بالذي أحبنا أي الله وحده الذي هو “محبة” منتصرة على الموت.

أيها الإعلاميون الأعزاء، في أيام صعبة كالتي يجتازها العالم بأسره اليوم ندعو لكم أن تكونوا صوت الحق. يقول الكتاب العزيز: “ستعرفون الحق والحق يحرركم”. إننا نتوسل الى العزة الإلهية أن تلهمكم دائماً كلمة الحق الذي لا يتأسس على حسابات البشر بل على الله القدوس الذي هو الطريق التي تسلكونها وتقودكم الى الحق الذي لا يختلط بالظلم أبداً والحياة الكريمة التي تسعون إليها ليرتفع الإنسان الى سمو قامة بشرية منحه إياها الله وهي رفعته الحقيقية قواكم الله وجعل جهودكم المضنية تثمر أثماراً يانعة يفرح بلدنا ويتعزى بها. وكل عام وأنتم بخير.     

نشرة البشارة

الأحد 11 أيار 2008
العدد 19

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share