كلمة التقديم في احتفال عيد الحركة 75 – الأخت باتي حداد

mjoa Monday June 12, 2017 400

كلمة التقديم في احتفال عيد الحركة 75 – الأخت باتي حداد

patty haddad

مَسَاءُ الخَير،
نَستَهِلُّ لِقَاءَنَا بِالصَّلاة، يَؤمُّهَا مَولانا صَاحِبُ الغِبطَة.
__________________________________________________
صَاحِبَ الغِبطَةِ البَطرِيَرك يُوحَنَّا العَاشر الكُلِّيَّ الطُوبَى والجَزِيلَ الوَقار، أصحابَ السِّيَادةِ الجَزِيلِي الاحتِرَام، قُدسَ الآباءِ الأجِلَّاء،
قُدس الأب ميشال جلخ أمين عامّ مجلس كنائس الشَّرق الأوسَط،
حضرَة النَّائب نضال طعمه المُحتَرَم،
الأخُ الأمِينُ العَامّ، الإخوةُالأُمَنَاءُ العَامُّونَ السَّابِقُون وَرُؤسَاءُ المَرَاكِزِ الحَرَكِيَّة،
السَّيِّدَاتُ وَالسَّادَةُ مُمَثِّلُو الهَيئاتِ وَالمُؤسَّسَاتِ وَالمَجَالِسِ الرِّعَائيَّة،
أخواتي الحَرَكيَّات وإخوتي الحَرَكيِّين، ضُيُوفَنا وَأصدِقَاءَنا الأحبَّاء،
سَلامٌ وَبَعد.
منذُ خَمسةٍ وَسَبعِينَ عامًا، شَهِدَتْ كَنِيسَةُ أنطاكِيَةَ انحِنَاءَةَ حُبٍّ إلَهِيٍّ لامَسَت قُلُوبَ زُمرَةٍ مِنَ الشَّبَابِ، فَألهَبَتهُم عِشقًا. استَعرَتْ أفئِدَتُهُم، لا بِنَارٍ، بَل بِنُورٍ وَندًى؛ نُورٍ لا يُمكِنُ حَجبُهُ، فَوُلِدَت، بِهِ وَلَهُ وَفِيهِ، “حَرَكَةُ الشَّبِيبَةِ الأرثوذكسيَّة”، نُورًا مِن نُورٍ.
قِبلَةُ هَذِهِ الحَرَكَة لَم تَكُن، يَومًا، إلَّا وَجَهَ مَعشُوقٍ وَاحدٍ أدماهُ إكليلُ شَوكٍ، عَلَى الصَّلِيب، فَقَهَرَ المَوتَ وَصَارَ غَالِبًا. جُلُّ مَا قَامَ بِهِ مؤسِّسو “حَرَكَةِ الشَّبَيبَةِ الأرثوذكسيَّة” أنَّهَم “آمَنُوا وَلِذَلِكَ تَكلَّمُوا”(مز116: 10). كَيفَ لا، وَهُمُ الَّذين اتَّكَؤوا عَلَى صَدرِ مُعَلِّمِهِم وَسَمِعُوا دَقَّاتِ ذَاكَ القَلبِ تَشدُو لَحنَ حُبٍّ حُلوًا وَفرِيدًا، لا يُعزَفُ إلَّا لِلعَرُوسَين؟!، فآمَنُوا، حِينَها، أنَّهُ هُو، وَهُوَ وَحدَهُ، خَتَنُهُم.

pattyخَمسَةٌ وَسبعُونَ عامًا سَعَتْ فِيهَا حَرَكَةُ الشَّبيبَةِ الأرثوذكسيَّةِ، عَلَى مَدَى الكُرسيِّ الأنطَاكِيّ، أنْ تَختَبِرَ حَيَاةَ الجَمَاعَةِ المَسِيحيَّةِ الأُولَى، ضِمَنَ فِرَقٍ مَا هِيَ إلَّا مُختَبَراتُ حُبٍّ وَمَطَارِحُ لُقيَا، سَعَتْ فِيها لِنَشرِ الوَعي حَولَ التِزَامِ الهَمِّ الكَنَسيِّ رِعَائيًّا وَاجتِمَاعِيًّا، كَمَادَأبَتْ عَلَى مَشرُوعٍ اعَتَبَرَتْهُ هَاجِسًا أسَاسيًّا لَهَا، ألَا وَهُوَ التَّلمَذَة، فَرَاحَت تُواكِبُ الأَعضاءَ في تَفاصِيلِ حَياتِهِم، عَلَّهُم، بِهَذا، يَتَلَمَّسُونَبُنُوَّتَهم لِلمُعَلِّمِ الوَاحِد، فَيُصبِحُوا، بِدَورِهم، تَلامِذَةًلَهُ وَحدَهُ، مُتَّخِذِينَ الإيمانَ تُرسًا وَمُمتَشِقِينَ الكلِمَةَ سَيفًا، واعِينَ مَسؤوليَّتَهُم فِي حَملِ بُشرَى الخَلاصِ لِكَنيسَةِ الله الَّتِي اقتَناهَا بِدَمِه(أع20: 28).
وَها نَحنُ قَد بَلَغنا هَذا اليَومَ المُبارَكَ، الَّذِي فِيهِ نُعَيِّدُ، بِإمَامَةِ أبَينَا غِبطَةِ البَطرِيَرك، لَا لِتَيَّارٍ نَهضَوِيٍّأُنشِئَ مَعَ مَجمُوعَةٍ مِنَ النَّاسِ، إِنَّما لِلمُؤسِّسِ الفِعلِيِّ وَالحَقِيقيِّ لِهَذِه الحَرَكَة، الرَّبِّ يَسوعَ، الَّذِي سَكَبَ رُوحَهُ القُدُّوسَ وَيسكُبُهُ، عَلَى الدَّاومِ، مَتَى وَجَدَ آنِيَةًمُستَعِدَّةً لاستِقبَالِه. وَلِهذا، لا تَكمُنُ ماسِيَّةُ العِيدِ فِي عَدِدِ السِّنِينِ، وَلا فِي كَمِّ الجُهودِ المَبذُولَةِ هُنا وَهُناك، إنَّمَا تَتَأتَّى وَتَتوَهَّجُ مِن تَأَلُّقِ مَجدِ الرَّبِّوَضِيَائِهِ، المُنعَكِسَينِ فِي العُيُونِ المُسَمَّرَةِعَلَيهوالقُلُوبِ المُشدُودَةِ إلَيه وَالمَبذُولَةِ حُبًّا، فَرَحًا وَتَضحِيَةً.
مَحَطَّتُنَا الأُولَى، فِي هَذِهِ الأُمسيَّةِ، بَاقَةُ أنَاشيِدَ، يُقَدِّمُهَا لَنَا جَوقٌ مِنَ شَبِيبَةِ المَرَاكِزِ اللُّبنَانِيَّة.فَلْيَتَفَضَّلُوا.
__________________________________________________
وَعَتِ الَحَرَكَةُ، مُنذُ بَدَاءَاتِهَا، أنَّ القَامَاتِ، فِي كَنِيسَتِي، تَنمُو بِمقدَارِ مَا تَتُوبُ إلَى وَجهِ رَبِّهَا، فِي كُلِّ عَمَلٍ تَقُومُ بِهِ، وَمِن هَذِهِ القَامَاتِ الكَثِيرَة، الَّتِي حَلَّقَت فِي سَمَاءِ أنطاكِيَةَ،بِغَوَصِهَا عَلَى الكَلِمَةِ وَسُجُودِهَا فِي القَلبِ، وَكأنَّهَا أمَامَ عَرشِ النِّعمة، الأرشمندريت المُتَوَحِّدِإلياس (مرقس)، رَحِمَهُ الله، الَّذِي كَتَبَ، سَنَةَ 1944، مَقَالَةً بِاللُّغَةِ الإنكليزيَّةِ، بِعُنوانِ: “وَقفةٌ مَعَ الذَّاتِ”.هَذِهِ المَقالَةُ كَانَت نَوعًا مِنَ تَقويمٍ ذَاتِيِّ لِمَسِيرَةِ الحَرَكَة، طلَبَ فِيهَا “أنْ نَدَعَالحركةَتعمَلُ فينا، في أعماقِ كُلِّ واحدٍ مِنَّا، في الأعماقِ السَّحيقةِ السِّرِّيَّةِ،الّتي لا تَراها عينٌ، حيث لا غرورٌ ولا تَفاخُرٌ زائفٌ”، وَشَدَّدَ، بِالَّتَالِي، عَلَى أنَّ الحَرَكَةَ مَا هِيَ إلَّا “كَسْرُ اللَّامبالاةِوالوقوعُ في الحُبِّ”.
هَذَا الكَلامُ هُوَ، اليَوم، لِسَانُ حَالِ الأمِينِ العَامِّ لِحرَكِةِ الشَّبِيبَةِ الأرثوذكسيَّةِ، الأخ فَادِي نَصر، الَّذي لا يَتَوانَى وَلا يُوَفِّرُ جُهدًا وَلا وَقتًا إلَّا وَيَستَثمِرهُمَا فِي لِقَاءِ وَجُوهِ الإخَوةِ، أينَّمَا حَلُّوا.
فَاسمحوا لِي، الآنَ، أَن أَدعُوَكُم لِمُشَارَكَتِهِفِي وَقفَةٍ تأَمُّلِيَّةٍ، نُراجِعُ فِيها، مَعَهُ،مَسِيرَةَ الحَرَكَةِ طَوَالَ خَمسٍ وَسَبعِينَ سَنَةً مِنَ العَمَلِ الَكَنَسيِّ، وَنَرنُو إلَى المُستَقبَل. تَفَضَّل أخِي الأمِينَ العامّ مَشكُورًا.
__________________________________________________
إِنَّهُ لَمِنَ الصُّعُوبَةِ البَالِغَةِ اختِصَارُ الحَرَكَةِ بِأعوَامٍ أو حَدُّهَا بِأشخَاصٍ.لَكِن، يَسهُلُ عَلَينا جِدًّا أَن نُلاحِظَ أنَّ مَا يَشتَرِكُ فِيهِ هَؤلاءِ الحَرَكِيُّونَ، عَلَى مَدَى كُلِّ هَذِه السَّنَواتِ، وَفِي أَيَّةِ بُقعَةٍ مِنَ الأَرضِ كَانُوا، هُوَ أنَّ إيمَانَهُم لَيسَ فِكرَةً مُجَرَّدَةً بَل حَيَاةً تُتَرجَمُ مَحَبَّةً، عَطَاءً، خِدمَةً وَتكريسًا، فِي شَتَّى المَيَادِين، حَتَّى تَتَجَلَّى، فِيهِم أوَّلًا، صُورَةُ الرَّبِّ يَسُوعَ، وَمِن خِلالِهِم، لِكُلِّ العَالَم، وَهَذَا دَائِمًا عَلَى الرَّجَاء.فِي هَذا الإطارِ، سَعَت مَجمُوعَةٌ مِنَ الأَخواتِ وَالإخوةِ لإلقاءِ الضَّوء عَلَى بَعضِ مَعَالِمَ هَذِهِ الصُّورَةِ فِي فِيلمٍبِعُنوَانِ “وَمَضاتُ حَرَكَةِ الرُّوحِ”،أُعِدَّ خِصِّيصًا لاحتِفَالِنَا اليَوم.دَعُونا نُشاهِدُهُ سَوِيَّةً، ثُمَّ نَنتَقِلُ، مِن بَعدِه، إلى باقَةٍ أخرَى مِن الأنَاشِيدِ نُشَنِّفُ بِهَا آذَانَنَا، يُقدِّمُهَا لَنَا كُورَال مِن حَدِيقَةِ مَركَزِ دِمشق.
_______________________________________________
    سَيِّدي صَاحِب الغِبطَة، يَومَ انَتَدَبَكُمُ الرُّوحُ لِعَرشِأنطَاكِية اجتَاحَ القُلُوبَ فَرَحٌ وَغَمَرَ النُّفُوسَ الرَّجَاءُ، هُوَرَجَاءُ أبنَاءٍبِرَبِّهِم يَرنُونَ إلى أنطَاكِيَةَ، جَدِيدَةٍ مُتَجَدِّدَةٍ، آتِيَةٍ لِتَسكُنَ العُيُون.بِمَعِيَّتِكُموَحُضُورِكُم نَشعُرُ أنَّنَا مُحاطُونَ بِرِعايَةٍ دائمَةٍ مِن أبٍ لا يَتعَبُ مِن حَملِ أبنائِهِ، كُلِّ أَبنائِهِ، وَمُرَافَقَتِهِمإلَى المَصلُوبِ،ولأنّكُم، سَيِّدِي، وَقَد تَتَلمَذتُم لِلمَسِيحِ فِي إحَاطَةِ آباءٍ وَمَحَبَّةِ جَمَاعَةٍ، لَم تَصُمُّوا أُذُنَيكُم عَن قَولِ الرَّبِّلِبُطرُسَ: “أَتُحِبُّنِي؟ … ارعَ خِرَافِي”.
    مَحَبَّتُكُم للرَّبِّ، يَا صَاحِبَ الغِبطَة، وَغيرَتُكُمُ الحَارَّةُ عَلَى كَنِيسَتِهِوَبَهَائهَا، وَسَهَرُكُمُ الدَّائمُ عَلَى خِرَافِهِ النَّاطِقَة، بِهِمَّةٍ لا تَفتُر وَعَينَينِ لا تَنعَسَان وَجِهَادٍ لا يَكِلُّ،هِيَ أصلُ رِعَايَتِكُم، الَّتِي نُعَاينُهَا صَلاةً وَتَرَهُّبًا وإرشادًا وَتَعلِيمًا وَاحتِضَانًا.
    اليَوم، وَنَحنُ نَشخَصُ إلى أنْ نَمحُوَ مِنَ العُقُودِ القَادِمَةِ كُلَّ عَثَرَاتِ تَارِيخِنَا، وَنَمُدَّ فِيهَا ضِيَاءَهُ، زَوِّدُونا، سَيِّدِي، بِمَا يُثَبِّتُنَا فِي المَسِيحِ، بِكَلِمَةٍ مِنكُم، نَحمِلُهَا مَعَنَا بَرَكَةً وَوَعدًا بِخِدمَةٍ أفضَلَ لكَنِيسَةِ الرَّبّ.
تَفَضَّلُوا، صَاحِبَ الغِبطَةَ، المِنبَرُ لَكُم.
__________________________________________________
لَو تَسَاءَلَ أحَدُكُم: مَا هُو سِرُّ هَذِهَ الحَرَكَةِ؟لأجَبتُهُ: سِرُّ حَرَكَتِنَا ثَبَاتُهَا، ثَبَاتُهَا فِي المَحَبَّةِ، الَّتِي ما هِيَ سِوَى الله، وَفِي سَعيهَا لِلسُّلُوكِ بِالأمَانَةِ لَهُ.
ألا احفَظْ حَرَكَتَنَا، رَبِّي، خادِمَةًلِكَنِيسَتِكَ،
ألا زِدْ أعضَاءَهَا، سَيِّدي، حُبًّا وتَوبَةً،
ألا ارحَمِ الرَّاقِدِينَ مِنهَا، إلَهِي، مُمَتِّعًا إيَّاهُم بِبَهَاءِ طَلعَتِكَ.

فِي الخِتام، اسمحوا لِي أَن أَتَقَدَّمَ بِالشُّكرِ الجَزيلِ، لِكُلٍّ مِنكُم، عَلى مُشارَكَتِهِ إيَّانَا هَذِهِ الفَرحَة.
شُكرٌ خَاصٌّ أُقَدِّمُهُ لِرَئيسِ دَيرِ سَيِّدَةِ البَلَمند قُدسِ الأب الأرشِمندرِيت رُومانوسالحَنَّاة الَّذِي فَتَحَ لَنَا أبوابَ الدَّيرِ وَالكَنِيسَة.
كَما أَتوَجَّهُ بِالشُّكرِ الجَزِيلِ لِثانويَّةِ سَيِّدَة البلمند، بِشَخصِ مُدِيرِها الأستاذ عطيّة موسى،وَقَد فَتَحَتْ أَبوابَها اليَومَ لاِستِقبالِنا.
شُكرٌ خاصٌّ لِمَحطَّة نورسات على نَقلِها المُبَاشر لاحتِفالِنَا.
الشُّكرُ لِكُلِّ مَن تَعِبَ فِي التَّحضِيرِ لِهَذا الاحتِفالِ البَهِج.
وَيبقَى خَالِصُ الشُّكرِ وَمِسكُهُ نُقَدِّمُهُ، قَبلَ كُلِّ شَيءٍ وَبَعدَ كُلِّ شَيءٍ، لِسَيِّدِ هَذَا المُجَمَّعِ البَلَمندِيّ، أبينَا وَرَاعِي احتِفَالِنَا، صَاحِبِ الغِبطَةِ البَطرِيَرك يُوحَنَّا العَاشِر، حَفِظَهُ اللهُ إلَى أعوَامٍ عَدِيدَة.
أَلا حَفِظَكُمُ الله أُمناءَ لَهُ فِي المَحَبَّةِ وَالبَذَل.
نَدعُو الجَمِيعَ إلَى صُورَةٍ تَذكَارِيَّةٍ لِلمُنَاسَبَةِ نَأخُذُهَا مَعَ صَاحِبِ الغِبطَة، تَلِيهَا مَائدة مَحبَّة، الجَمِيعُ مَدعُوُّونَ إلَيهَا.
كُلَّ عامٍ وَأَنتُم، وَنحنُ، بِخَير.  

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share