كلمة صاحب السيادة المطران باسيليوس منصور في احتفال عيد الحركة

mjoa Monday March 30, 2009 446

كلمة صاحب السيادة المطران باسيليوس منصور في احتفال عيد الحركة
في كنيسة القديس باسيليوس – حلبا في 28/03/2009

باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين، أيّها الأحبّاء الآباء الأجلاّء، الأمين العام لحركة الشبيبة الأرثوذكسيّة، رئيس مركزعكّار، جميع المسؤولين والمرشدين في هذه الأبرشيّة المحبوبون بالرب جداً.
يقول المثل في قريتي “أرسل الحريص ولا توصّي”، وهذه حالي في هذا اللقاء الذي نرجوه مكرّراً أعواماً مديدة وإلى يوم القيامة بالبهجة والفرح بالكلمة الإلهيّة التي بأتعابكم وبعملكم جميعاً رعاة ورعيّة أي آباء ورعيّة، فكلّنا رعاة وكلّكم رعيّة، وكلّنا رعيّة وكلّكم رعاة، بأتعابكم ستنتشر هذه الكلمة، وخاصة إذا عرفنا أن نستثمر ثمار الروح التي أخذناها في المعموديّة، الثمار التي يعطينا إياها الرب فتنمو غابات من النعمة وأشجار باسقة تتطاول برؤوسها صعوداً نحو السماء نحو العرش الإلهيّ، فكلّ ما يفعله الإنسان يصل إلى الله والله يرسل بدلاً منه نعمته الإلهيّة مكافأة محبّة، مكافأة في عمليّة التقديس والإنماء للإنسان العامل الملقي رجاءه على الله.
إذاً عملنا نحن المطران والآباء، الشباب والشابات السيّدات والرجال، كما قال الأخ رئيس المركز أنّنا كلّنا رعاة ولكن منّا من هو راع لأنّ الله قد خصّه بهذه الموهبة أو كرّس هذه الموهبة التي أعطيت له من بين المواهب الكثيرة في هذا المجال، أن يكون مسؤولاً عن الكلمة وعن الذبيحة الإلهيّة التي نُعطاها بالكلمة وبالجسد والدم الالهيّين، إنساننا يتقدّس بالكلمة ويتقدّس أيضاً بتناوله من الجسد والدم الإلهيّين، ومما قاله الأخ حنا أنّكم رعاة، نعم، الوالدة في بيتها مع جاراتها وأنا ما ألاحظه كثيراً أنّ أصحاب البدع والشيع والطوائف المتربّصة شرّاً بكنيستنا يعملون مبشّرين في الكنيسة ويطالبون الّذين يعملون معهم في أيّ قطاع كان أن يأتوا ويسمعوا الكلمة الإلهيّة، ونحن أصحاب البيت وأصحاب الكلمة لا نعلم كيف نتصرّف، إذاً هذه مسؤوليّة كبيرة علينا أينما كنّا أن نعلن بفرح عن هذه المسؤوليّة وسيتميّز بهذه المسؤوليّة أناس وأنا معكم جميعاً أصلّي إلى الله أن لا يخافوا، أن لا يتردّدوا، لأنّ الذي يرعى بينهم هو يقوّيهم ويعطيهم النعمة لكي يكرّسوا أنفسهم للخدمة إنّما هو ربّنا يسوع المسيح الّذي يؤيّدهم ويرسل لهم نعمة روحه القدّوس، وهي التي تعمل فيهم وهو الّذي يسكّن العواصف المضطربة في هذا العالم أمام تفاعله مع النعمة ويعبر بكنيسة سفينته أو رعيّته إلى موانئ الخلاص.
من أجل هذا أتمنى من كلّ شخص يودّ أن يكون كاهناً وإن كان موظّفاً في أي مكان أو عمل، فهو يمكن أن يكون شمّاساً فكم هو جيد أن يكون في هذه البلدة سبع شمامسة وإن كانوا موظفين وهم يخدمون في الكنيسة والرعيّة، ويُسألون عن التعليم، لا يجب أن يقل أحد أنا لست بمستحق فالملائكة ليست مستحقّة أن تأخذ هذه النعمة الإلهيّة، ولكن يأخذنا الله من عمق الخطيئة ويجلسنا على عرش هذه النعمة، هذه مسؤوليّة الله، ألقي على الربّ همّك وهو يعولك، كم هو جميل أن تمتلئ عكّار كهنة بالرغم من عدم توفّر الامكانيّات لتفريغ عدد كبير من الكهنة، لكن أن يشعر هؤلاء المؤمنون أنّ كهنوتهم الملوكيّ ليس هو فقط كهنوت ملوكيّ كبقيّة الناس بل سينمّون هذه النعمة التي أعطيت لهم بهذه الموهبة إلى هذا الكهنوت الأسراريّ ، أنا أتمنى أن يحدث ذلك وخاصّة من صفوف الحركيّين، على الكاهن أن يكون معجوناً بكلمة الله وأسراره ليستلم الخدمة، وليس عليه سوى أن يسير وراء الكلمة ولا من ضرورة أن يدعو أحد ليتبعه بل سيرى كامل الرعية خلفه، دون التعب سوى على ذاته، ومن يبدأ بالتعب على ذاته من صفوف الطفولة إلى الاستعداديين وثم الثانويين والجامعيين، لا بد أن هذا التعب سينمو إلى موهبة عظمى إذا أكمل الطريق، وبالتالي كل ّالناس تتبع النور وكلّ من يتبع ربّنا يسوع المسيح سيصبح نوراً يقتدي به الناس.
وفي النهاية أتمنى أن يكون عيد الحركة السابع والستين هو عيد خير وبركة ودائماً استقاء وعودة إلى الينابيع ليس فقط إلى ينابيع عام 1942 بل إلى ينابيع عام 33 حين كانت العنصرة وحلول الروح القدس على التلاميذ، ودون شك أن في 16 آذار 1942 كان هناك نوعاً من العنصرة، ولكن أن نعود إلى العنصرة الكبرى التي تجعلنا رعاة بكل ما تعني الكلمة، بدون تمييز في هذه الرعيّة ونعمل بانسجام تام كما يعلّمنا ربّنا يسوع المسيح على أمل أن نكون دائماً بحركة مستمرّة ومتواصلة نحو عرش الله لنشترك في الليتورجيا السماويّة، آمين.
وكلّ عام وأنتم بخير

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share