الدّرجات ومفهومها

ميغال ساسين Monday March 19, 2018 437

الأهواء جميعها كامنة في النّفس ولا تهاجم الرّاهب المجاهد كلّ على حدة الواحدة بعد الأخرى، بل قد يأتي هجومها على جبهات متعدّدة. لذا لا نتصورنّ أنّ الكلام على الأهواء ومحاربتها وعلى الفضائل واكتسابها، يقتضي حتمًا اعتبارها ثلاثين درجة متتالية؛ أو أنّ كلّ راهب مجاهد يجاهدها الواحدة بعد الأخرى تبعًا للتّرتيب الوارة فيه في كتاب “السّلّم”. فقد يكون راهب تخطى درجة ما وهو ما يزال يجاهد فضيلة أو رذيلة واردة في الكتاب في درجة أدنى. فالكتاب يقتضي ترتيبًا ما، وقد لا يتوافق التّرتيب دومًا مع مجرى الحياة الجّهاديّة. والسلّميّ نفسه يذكر في كتابه مقياسًا آخر أو سلّما آخر، من ثماني درجات هذه المرّة، لتصنيف مراحل الحياة الجهاديّة الرّهبانيّة، فهو  يقول:

“قد نجّرت حسب معرفتي القليلة، وليس كمهندس حكيم، سلّمًا للصّعود، فلينظر كلّ واحد في أيّة درجة منها هو: 1. أفي درجة الاستقلال في السّيرة، 2. أم طلب التّشريف، 3. أم تدارك فرط اللسان، 4. أم تلافي الغضب، 5. أم الهرب من التّعلّق بالنّاس، 6. أم وفاء دين الزّلاّت، 7. أم ابتغاء الجدّ والغيرة، 8. أم المزيد من نار المحبّة الإلهيّة.

“أمّا الدّرجات السّبع الأولى فهي أعمال أسبوع هذا الدّهر، بعضها مقبول وبعضها مرفوض. أمّا الدّرجة الثّامنة فمن الواضح أنّها علامة الدّهر الآتي” (30:27).

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share