في مقالته عن “التمييز”، يقسّم السّلّميّ المجاهدين في الحياة الرّهبانيّة إلى ثلاث فئات: المبتدئون والمتوسّطون والكاملون.
ويُحذّر الرّاهب من ضياع عمره من دون تقدّم: “فلنحترس ونحتط للأمر لئلاّ تطول دراستنا ونبقى رغم ذلك في طور إحكام حروف الهجاء. فإنّه لعمري خزيٌ كبير أن يُرى شيخٌ ذاهبًا إلى المدرسة”.
وبعد ذلك يذكر، في الفقرات 17 و18 و19، ما يميّز كلّ مرحلة من الفضائل والأعمال الجهاديّة:
- وهذه هي الحروف الأبجديّة الصّالحة للجميع: طاعة، صوم، مِسْح، رماد، دموع، إقرار بالهفوات، صمت، اتّضاع، سهر، شجاعة، برد، تعب، شقاء، هوان، انسحاق، عدم حقد، محبّة الإخوة، لطف، إيمان بسيط خالٍ من الأبحاث الفضوليّة، إقضاء الاهتمامات الدّنيويّة، ألابتعاد عن الوالدَين دون مقتهما، زهد، بساطة وبراءة، تذلّل اختياريّ.
- أمّا الذين تقدّموا في الفضيلة، فهذا هو نظامهم ودليلهم: عدم الغرور، عدم الغضب، حسن الرّجاء، هدوء، تمييز، ذِكرٌ دائم للدّينونة، حُنُوٌّ، محبّة للغرباء، تأديب الآخرين باعتدال، صلاة خالية من الأهواء، عدم محبّة المال.
- وأمّا الكاملون في تقوى الرّوح والجسد فهذا نهجهم وحالهم: قلب حصين لا يُسبى، محبّة كاملة، ينبوع من التّواضع، عقل متغرّب عن العالم، سُكنى المسيح فيهم، ضوء صلاة لا ينطفئ، كثرة الإشراق الإلهيّ فيهم، اشتياق إلى الموت، مقت للحياة الدّنيا، هرب من الجسد، تشفّع في العالم، اقتسار لله، الاشتراك مع الملائكة في عبادته تعالى، لجّة من المعرفة، ادّخار للأسرار، احتفاظ بما لا يُباح به، خلاص للنّاس، سيادة على كلّ الشّياطين والأهواء والجسد، تسلّط على الطّبيعة، إقصاء للخطيئة، بيت للاهوى، تشبّه بالسّيّد بمعونة السّيّد”.