هناك تقليدات شتّى ارتبطت بالقدّيس سمعان الغيور. كناه لوقا في إنجيله ب”الغيور”. وهناك من يظن أنّ سمعان عرف بها لاحقًا، بعدما عرف الربّ يسوع وغار له غيرة مباركة. فيما يحسب آخرون أنّ صفة “الغيور” التصقت به، قبل أن يأتي إلى المسيح، لأنّه كان ينتمي إلى جماعة الغيورين، وهم المتطرّفون الذين تركّز سعيهم على تحرير إسرائيل من نير الرّومان. القائلون بأنّ سمعان الغيور هو إيّاه الرّسول نثنائيل يروون عنه أنّه قتل إنسانًا في صباه إثر مشاجرة ودفنه تحت شجرة التّين ولم يعلم به أحد. فلمّا جاء به فيلبّس إلى يسوع بدا متحفّظًا حياله إلى أن قال له السيّد: “قبل أن دعاك فيليبس وأنت تحت التينة رأيتك”. إذ ذاك خرج من تحفّظه وقال ليسوع: “يا معلّم أنت ابن الله. أنت ملك إسرائيل” مَن غير الله علاّم القلوب؟! قيل إنّه كان من قانا وإنّه هو إيّاه العريس الذي حضر يسوع عرسه برفقة والدته وتلاميذه. وقد ترك بيته وذويه وعروسه وتبع المعلّم بعدما عرف بما جرى بشأن تحويل يسوع الماء إلى خمر. أمّا صفة “القانوي” التي ذكره فيها (متى 10 :4، مر 3 :18 ) ثمة من يجعلها نسبة إلى قانا الجليل، وهناك من يعتبر أن اللّفظة تعني “الغيور”، في اللّغة المحكية، آنذاك. أمّا عمّا جرى لسمعان بعد العنصرة فإنّ هناك من يدّعي أنّه بشّر في مصر أو في موريتانيا وليبيا وأجزاء من إفريقيا. وثمّة من يجعل نطاق بشارته بلاد ما بين النهرين أو فارس أو حنى بلاد الإنكليز. عن موته قال بعضهم إنّ كهنة وثنيّين شقّوه شقًّا وآخرون أنّهم صلبوه. وفيما يجعل التقليد شرقي الرّها موضع استشهاده يجعلون الموضع، في الغرب، “صوفيان” أو “سياني” في فارس. هذا التقليد الأخير يعود إلى القرن السادس للميلاد. كذلك يجعلون انتقال القدّيس سمعان، في الغرب، من مصر إلى بلاد فارس بمعيّة القدّيس الرّسول يهوذا غير الإسخريوطي. وهذان الرّسولان، يهوذا وسمعان، قيل إنّهما استشهدا معًا في صوفيان. وهناك ما يشير إلى أن معظم رفات هذين القدّيسين موجود في كنيسة القدّيس بطرس في الفاتيكان وفي كاتدرائية تولوز الفرنسية.