كلمة سيادة المتروبوليت باسيليوس منصور في حفل العشاء الخيري لمركز عكار

mjoa Thursday May 7, 2009 461
من الكلام الّذي سمعته من مقدّم المتحدّثين والأستاذ حنا حنا رئيس مركز حركة الشبيبة الأرثوذكسية في عكّار، أستمدّ وجهة كلامي و أحدّدها في هذه الأمسية المباركة الّتي يحق أن يقال فيها ما قاله داود النبي : “ما أحلى وما أجمل أن يجتمع الإخوة معاً، ذلك كالطّيب النّازل على رأس هارون النّازل على جيب قميصه”، كالعطر، فأنا مع كل تنمية إيمانية تُستمد من شخص يسوع المسيح الّذي هو إيماننا وكتابنا وهدفنا ونبع حياتنا وغايتها. ولهذا أبارك دائماً من أعماق قلبي ما تقوم به حركة الشبيبة الأرثوذكسية في عكار بكلّ أقسامها إذ تعتني بأولادنا، بالكبار كما بالصغار، و تضيء على قدر الاستطاعة دروب المعرفة الإيمانية في هذه المناطق الّتي عانت فقراً روحيًّا كثيراً وكبيراً. و بهذه المناسبة أيضاً، أذكر وبكل الخير أولئك الآباء الّذين حفظوا الهوية وحفظوا الخصوصية في مجتمعاتنا لبساطتهم وبساطة إيمانهم، بعفويّتهم، منهم من زال على قيد الحياة و منهم من رحل. فهم مهما تعلّمنا و مهما عرفنا، إن لم نستطع أن نعيش المحبة الّتي عاشوها، لا يمكننا أن نزرع في القلوب حنطة يسوع المسيح، لتثمر ثلاثين و ستين و سبعين. أبارك أيضاً، وأرجو من الله ألاّ يكون ذلك فقط بالكلام، كل الأعمال الّتي توضح كلام الرّسول يوحنا، أنّ الله الكلمة صار جسداً وضرب خيمته بين مضاربنا (ضرب خيمته بين خيامنا) و ليس “وحلّ بيننا” بل وضرب خيمته بين خيامنا. كل عمل تقوم به الحركة، أو تقوم به الرّعية لأجل الّذين سمّاهم الإنجيل ومنه استمدّ الأخ يوحنا كلامه، الإخوة الصغار أو الإخوة المحتاجين، لأن ّ الله يعطي وزنات للنّاس لكلّ بحسب ما يفيد في خلاص نفسه، لا أقول أكثر من ذلك، سوى أنّ فرحي كبير في هذا الإجتماع، و هذه توجّهاتي وهذه تمنّياتي للآباء وللرّعايا، أن نطبق تلك الكلمة الّتي قالها يسوع المسيح ربنا الّذي له المجد.
و بالتّالي هذا ما أتمنّاه من كلّ من يريد أن يعظّم اسم يسوع المسيح وأن يتعظّم هو باسم يسوع المسيح، أن يصير هو في حياته تجسيداً ليسوع المسيح في رعيته وبين أهله وفي مجتمعه، لكي نوجد جميعاً مستحقين أن يقال فينا “هؤلاء الّذين صنعهم اللّه لنفرح و نتهلّل بهم”.
آمين

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share