تذكار أبينا الجليل في القدّيسين كيرلّس رئيس أساقفة الإسكندرية (+444م)

mjoa Sunday June 9, 2024 253

cyrilنشأ في ظلّ خاله ثيوفيلوس، رئيس أساقفة الإسكندريّة. وقد تأثّر بمناخ العداوة التي باعدت ما بين أوساط ثيوفيلوس والإسكندريّة من ناحية وأوساط الذهبيّ الفم وأنطاكية من ناحية أخرى. ولكن ما لبث أن استقام كيرلس في مساره. وأقبل على إصلاح ذات البين مع الأنطاكيّين، واستبان اتّضاعه، في تراجعه عن موقف شخصي ملتبس بعدما تلقّى، علامة من فوق واستجاب لطلب الآباء القدّيسين المشهود لهم.
تمرّس كيرلّس في البلاغة وحفظ الكتاب المقدّس كبيرًا بالكامل. خلف خاله، فشغله أمران: غيرته على الحقّ الإلهيّ وغيرته على الكنيسة المقدّسة الواحدة. من هنا بروزه في مجمع أفسس والمرحلة التي تلته زعيمًا للأرثوذكسية، وكان فم الأرثوذكسيّة في لاهوت الثالوث القدّوس. وشخصيّة كيرلس القيادية والتفاف الشعب حوله ساعداه على إرساء قواعد الكنيسة وبسط نفوذها. وبعد التعدّيات التي قام بها اليهود على المسيحيّين، استدعى كيرلس زعماء اليهود ونبّههم وهدّدهم. وإذ كان الوالي أوريستوس يخشى نفوذ كيرلس المدنيّ غضّ الطرف عن اليهود، وما اقترفته أيديهم فتدخّل كيرلس بقوّة وطرد اليهود من المدينة وتحويل مجامعهم إلى كنائس. وأخيرًا حمل كيرلس بإيعاز من ملاك الربّ، ذخائر الشهيد كيرس والرّسول مرقص ودخل بلدة اسمها مانوتا، في احتفال مهيب تتقدّمه الصلبان والمباخر والكهنة والمرنّمون. وأودعت الذخائر في هيكل مانوتيس. وفتح الرّب أذهان السكّان فتنصّروا ونالوا سِرّ المعموديّة. وكانت للمسيحيّين مواجهات دمويّة مع الحاكم أوريستوس.
وكانت له شهرة زمن نسطوريوس أسقف القسطنطينيّة، مردّها دفاعه عن الأرثوذكسية في وجه النسطورية. وكان نسطوريوس قد أبى أن يدعو مريم والدة الإله، فدحض كيرلس هذا الرأي في رسالة فصحيّة. وبعد تبادل عقيم للرّسائل بين نسطوريوس وكيرلس أجرى كلاهما اتّصالاَ بالبابا سلستينوس. فانعقد مجمع في رومية أدان نسطوريوس. وإزاء هذا التأزّم دعا الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني إلى مجمع عام ودُعي إليه أساقفة المعمورة. وفي الجلسة الأولى التي ترأّسها كيرلس، جرى خلع نسطوريوس وإلقاء الحرم عليه وطعن بالعقيدة المسيحية التي عبّر عنها كما أُقرّت تسمية مريم والدة الإله. ومن ثمّ عقد أسقف أنطاكية يوحنّا يرافقه ثلاثة وأربعون أسقفًا من المشرق مَجمعًا خاصًّا بهم خلعوا فيه كيرلس وألقوا عليه الحرم. ولمّا وصل الخبر إلى الإمبراطور زُجّ كلّ من كيرلس ونسطوريوس في السّجن. وبعد الاستقصاء سمح لكيرلس بالعودة إلى الإسكندريّة، حيث استُقبل كأثناسيوس جديد، فيما اعتزل نسطوريوس في دير في أنطاكية. ولم تهدأ الحال إلّا بعد المصالحة، حين رضي يوحنا أن يدان نسطوريوس، وأقرّ الجميع بأنّ العذراء مريم هي “والدة الإله”. ووجد كيرلس نفسه محتاجًا للدفاع عن موقفه المسيحانيّ. خاصّة وأنّ أسقف موبسوستيا كان معّلم نسطوريوس فإنّ تململاً حدث في محيط كيرلس لإدانته نظير نسطوريوس. غير أنّ كيرلس وهو على سرير موته، ناهَض أيّ تحرّك سلبيّ اجتنابًا لإحياء الصراع بين قطبي الكنيسة في الشرق وقد رقد بالرب .

طروبارية القدّيس كيرللس

ظهرتَ أيّها اللاّهج بالله كيرلس، مرشداً إلى الإيمان المستقيم، ومعلّماً لحسن العبادة والنقاوة، يا كوكب المسكونة، وجمال رؤساء الكهنة الحكيم، وبتعاليمك أنرتَ  الكلّ، يا معزفة الروح، فتشفّع إلى المسيح الإله أن يخلّص نفوسنا.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share