هو أخو يعقوب ويوسي وسمعان وابن يوسف من زواجه الأوّل، لذا دُعي أخ الربّ. تبِع يسوع خلال كرازته في الجليل واليهوديّة. وفي العشاء الأخير سألَه: “يا سيّد ماذا حدث حتّى إنّك مزمع أن تُظهر ذاتك لنا وليس للعالم؟” أجابه يسوع: “إن كان أحد يحبّني يحفظ كلامي ويحبّه أبي وإليه نأتي وعنده نصنع منزلًا” (يو 14: 22 -23 ).
بعد العنصرة، كرَز يهوذا بالإنجيل في بلاد ما بين النهرين. أضاء النفوس بكلامه وشفى الأجساد بصلاته شاهدًا أنّ قوّة الله كانت لديه فعلاً. تابَع رحلاته فوصَل إلى أرمينيا وبلغ أرارات حيث علّقه الوثنيّون وطعنوه بالسهام حتى الموت فنال إكليل الغلبة.
وقد ورد في التراث أنّ أمرأة يهوذا، واسمها مريم أنجبت له ذريّة. كذلك قيل عن الإمبراطور الرومانيّ دومتيانوس أنه لمّا أراد أن يبيد كلّ ذريّة داود حتّى لا يبقى لليهود رجاء بمسيحهم، أوقف لدَيه حفيدَي يهوذا إثر وشاية الهراطقة بهما. فلمّا سألهما عن أملاكهما أجاباه إنّهما يتقاسمان أرضًا متواضعة ويزرعاها بأيديهما ثمّ أرياه أيديهما فكانت خشنة متكلكلة. استجوبهما في شأن المسيح وملكوته فأجاباه إنّ ملكوته ليس من هذا العالم بل هو سماويّ، وأنّ المسيح، في نهاية الدهور، سوف يعود بمجد ليملك ويدين الأحياء والأموات. إذ ذاك ارتاح بال دومتيانوس وأطلقهما وأوقف اضطهاده للمسيحيّين. هذان القدّيسان المكرّمان في الكنيسة كشهيدَين ونسيبَين للربّ يسوع كانا يتمتّعان بسلطة كبيرة في الزمان الأوّل للكنيسة. وقد عاشا إلى زمن ترايانوس قيصر.
طروبارية القدّيس الرّسول يهوذا أخي الربّ
إياك نمدحُ بتشريفٍ يا يهوذا،إذ قد عرفناكَ أخاً للمسيح، وشهيداً صنديداً، دائساً الضلالة وحافظاً الإيمان. فلذلك بتعييدنا اليوم لتذكارك الكلِّي القداسة، ننال بطلباتك غفران الخطايا.