بمناسبة الذّكرى السّابعة والسّبعين لتأسيس حركة الشّبيبة الأرثوذكسيّة، وبرعاية صاحب السّيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) مطران طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس أقيم مساء السّبت ١٦ آذار ٢٠١٩ احتفالٌ افتتح بصلاة الغروب وتقديس الخبزات الخمس في كنيسة النّبيّ الياس – الميناء برئاسة صاحب السّيادة المتروبوليت أفرام وحضور صاحبَي السيادة المتروبوليت سلوان (موسي) مطران جبيل والبترون وتوابعهما (جبل لبنان) والمتروبوليت أنطونيوس (الصوري) مطران زحلة وبعلبك وتوابعهما، الأرشمندريت رومانوس الحناة رئيس دير سيدة البلمند البطريركيّ، الأرشمندريت برثانيوس (أبو حيدر) وعددٌ من الآباء الأجلّاء، سعادة النائب جورج عطالله، الأمين العامّ لحركة الشبيبة الأرثوكسية الأخ فادي نصر ممثّلاً بالأخ حسام العش من مركز دمشق، أمناء عامّون سابقون، رؤساء المركز السابقون، ممثّلو مجالس الرّعايا والمدارس والجمعيّات الأرثوذكسيّة، وعدد كبير من الإخوة الحركيين من مركز طرابلس والمراكز الحركيّة الأخرى.
بعد انتهاء الصّلاة انتقل الجميعُ إلى الثّانويّة الوطنيّة الأرثوذكسيّة – الميناء (مار الياس) حيث تقبّل الإخوة التّهاني بعيدهم. تلاها احتفالٌ خطابيٌّ بعنوان: “ثابتون في المحبّة الأولى” في قاعة المثلث الرحمات المطران الياس (قربان). افتتح الاحتفال بصلاة استدعاء الرّوح القدس. ثمّ كانت كلمةٌ للأخت باتي حدّاد رئيسة مركز طرابلس لحركة الشبيبة الأرثوذكسيّة تحدّثت فيها عن “استقامة الحياة الحركيّة “وشدّدت على أنّ” كلّ انحرافٍ عن الاستقامة هو إلغاءٌ للحُبّ، وحاشا لِحركة الحبّ أن تلغي علّة وجودها .”كما ذكّرت أنّ هذه الاستقامة تستدعي ترجمةً لايماننا أمام كلِّ قضيّةٍ وتحدٍّ، وأنّ للحركة كلمةً فيها تستمدّها من الكلمة الإلهيّة. أمّا الأخ حسام العشّ الّذي ألقى كلمة الأمانة العامّة، فدعا الإخوةَ الحركيّين إلى أن يشهدوا لتراثِ كنيستهم العريق باستقامةٍ وإلى أن يكونوا فاعلين بترسيخ حضور الله في العالم، مستشهدًا بكلام صاحب الغبطة البطريرك يوحنّا العاشر: “تعالوا نفعّل حضور الله حيثما وُجدنا وفي أي عمل نقوم به، ليعرفَ العالم أنّنا تلاميذ المعلّم”.
ثمّ كانت مداخلةٌ قيّمةٌ لسيادة المتروبوليت سلوان (موسي) شدّد فيها على أنّ الاستقامة على هذه الأرض هي أن يغادر الإنسانُ الحياةَ مُحتفظًا بالصّلاة القلبيّة، فقد يتعب ويخدم ويعمل كثيرًا لكنّ المهمّ أن يكون اسمه مكتوبًا في سفر الحياة.
وقد رسم سيادته خارطة طريقٍ عبر من هو « الطريق والحقّ والحياة »، الّذي منح الإنسانَ المثال للعيش بالاستقامة، متوقفًا عند أربع نقاط أساسيّة:
١- توضيح مفهوم الاستقامة.
٢- مفهوم الحريّة في المسيح.
٣- كيفيّة ترجمة هذه الاستقامة.
٤- شهادات في حياتنا اليوميّة للاستقامة.
وهنا استذكَر كلًّا من المثلث الرحمات المطران بولس (بندلي) وشقيقه كوستي، اللذَين كانا في العالم ولم يكونا من العالم. وتتطرّق إلى الأوهام التي قد نقع فيها خلال العمل الكنسيّ، فأوردها انطلاقًا من آحاد التهيئة للصوم في فترة التريودي:
الوهم الأوّل: عندما يتوقّف الإنسان عند ما أنجزه، يكون الوهم أنّه أنجز الشيء الكثير فيتوقّف عنده كما في مثل الفريسيّ والعشّار.
الوهم الثاني: أن نعتبر أنفسنا مرجعيّة كما نصّب الابن الكبير نفسه مكان والده في مثل الابن الشاطر.
الوهم الثالث: وَهْمُ الخدمة. هل خدمتنا كانت كما طلب الربّ يسوع منّا في إنجيل الدينونة؟.
الوهم الرابع: الاكتفاء والانطواء على الذّات بسبب الأمور الحسنة أو السّيئة الّتي يقوم بها الإنسان، وذلك انطلاقًا من نصّ إنجيل أحد الغفران.
وفي الختام، كانت كلمةٌ توجيهيّةٌ لسيادة راعي الاحتفال، المتروبوليت أفرام (كرياكوس)، عرّف فيها الاستقامة الأرثوذكسيّة المسيحيّة بأنّها الطريق السويّة بين الإنسان والله، وبينه وبين القريب، الّتي تتحقّق عمليًّا عبر الصّلاة والتواضعِ وقطعِ الأنانيّة. ثمّ شدّد على النّاحية العمليّة لترجمة هذه الاستقامة، متوجّهًا إلى أبنائه أن « كونوا مجانين في المسيح» قائلًا: “البسوا المسيح يسوع، التصقوا به كما يلتصق الثوب بالجسد”، محذّرًا من مخاطر التفنّن بالملبس والمشرب والمسلك، داعيًا الجميع إلى العودة إلى الله، وإلى بساطة الإنجيل، وقراءته في البيوت، وإلى المجيء الى الكنيسة يوم الأحد باكرًا وختم كلمته مذكِّرًا بضرورة التّحلّي دومًا بالجُرأة الّتي « في المسيح ».
تخلّل الاحتفال باقةٌ من الأناشيد الحركيّة قدّمها كورال القدّيس يوسف ناظم التّسابيح – مركز طرابلس بقيادة الأخ الدّكتور جورج حدّاد. قدّمت الاحتفال الأخت ليا ناصيف من فرع أميون.
تلا ذلك مائدة محبّةٍ جمعتِ الإخوة المحتفلين والمؤكّدين العزم على متابعة السّير في طريق الرّبّ.