في ذكرى قدس الأرشمندريت إلياس مرقص

بياتريس داغر سعاده Sunday February 21, 2021 308

بياتريس داغر سعاده

لن نتكلّم على قدس الأرشمندريت مؤسّّس دير الحرف ورئيسه، وعن منشوراته وكتبه ومحبّته لإخوته في الدير، فهذا كلّه تكلّم عليه كثير من الإخوة.

ولكنّنا سنتكلّم على مؤسّّس حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة في اللاذقيّة، الذي استلم مشعل النهضة منذ السنة 1942 وهو مع بعض الإخوة ملهم النهضة وفاعلها.

لقد انتسبنا إلى الحركة منذ ١٩٤٣، وكنّا كلّنا يافعات في السنّ بين 12 و15 سنة، وألّفنا فرقة حركيّة سمّيناها »فرقة النور«، وكانت مرشدتنا إحدى شقيقات الأخ مرسيل مرقص. وكنّا نجتمع بانتظام متلهّفات لسماع كلمة عن الأرثوذكسيّة. إذ لم يكن لدينا أيّ معلومة عنها سوى القليل. وكان الأخ مرسيل بالنسبة إلينا المرجع الأساس لكلّ تساؤلاتنا. فكان يزور فرقتنا دائمًا، وبخاصّة عندما كنّا نجتمع مع شقيقته في منزلهم. وكان مشتعلاً بنشاط النهضة وحماسها وكنّا عطشى لسماع كلّ كلمة. وطبعت الليتورجيا حياتنا كلّها وكان الأخ مرسيل أفضل مفسّر لكلّ مواضيع الليتورجيا والصلوات، مسلطًا النور على كلّ مقطع. فبتنا نعيش كلّ كلمة من القدّاس الإلهيّ، ونتفهّمه على ضوء محبّة اللَّه والفداء. وكانت فرقتنا نموذجًا للمحبّة والصداقة وكان الأخ مرسيل صديقنا جميعًا.

وكان الشابّ مرسيل مرقص المثال لكلّ شابّ بسلوكه واتّزانه ونزاهته، وكان يكرّس كلّ أوقاته للحركة، لزيارة الفرق وكتابة المواضيع والاشتراك بكلّ الصلوات والخلوات الروحيّة. فكان، منذ ذلك الوقت، ناسكًا متعبّدًا لا همّ له سوى محبّة الربّ وإرضائه. فكان النور والمشعل لكلّ الحركيّين. يدرّبنا على الحياة الروحيّة والصلاة. ويقول لنا دائمًا: »اللَّه يريدنا له بالكلّيّة، يريدنا أن نحبّه كما يحبّ المرء حبيبه عاشقًا«.

وحتّى بعد أن انتقل  إلى  لبنان وأسّّس دير الحرف،  لم  ينقطع الأب إلياس عن زيارة اللاذقيّة. فكان يزور كلّ  واحدة منّا في منزلها الزوجيّ، ويتعرّف إلى العائلة،  ويزوّدنا بنصائحه وبمنشورات الدير والكتب. وكنّا نثق بأنّ لنا من يصلّي لعائلاتنا، ويتشفّع بها.

وقمنا بزيارته في الدير مرّات عدّة، وصلّينا مع الإخوة، وكنّا نتّصل به أحيانًا في مناسبات الأعياد. وفي أيّامه الأخيرة، كان يتّصل هاتفيًّا، ويسأل عن كلّ واحدة منّا باسمها. متفقّدًا الأخوات.

وهو دائمًا معنا يرافقنا في صلاتنا، ويشفع بنا عند اللَّه،  ولنا ثقة بشركة القدّيسين ومحبّة الذين رافقونا سنين عديدة هم معنا دائمًا وإلى الأبد

رجاؤنا أنّ الحركة ستظلّ المنارة وأنّ يسوع سيلبس عروسه الكنيسة كلّ البهاء والجمال. إلى أن نرى هذا اليوم المجيد، سيظلّ الروح يتدفّق، ويغمرنا بالمحبّة والهداية والعفّة.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share