والأبواب مغلقة (يوحنّا ١٩: ٢٠ و٢٦: ٢١)

mjoa Saturday July 25, 2020 172

بعدما قام يسوع من بين الأموات، دخل مرّتين على التلاميذ والأبواب مغلقة، وقال لهم: »سلام لكم«. ألا يعني ذلك أنّه لا بدّ من إغلاق الأبواب (أي الاهتمامات الخارجيّة والحواسّّ وما إلى ذلك)، لنعيش داخليًّا علاقتنا باللَّه؟
وربّما يعني أيضًا أنّ الحياة الروحيّة الصحيحة تقتضي، حتّى عند الانشغال الخارجيّ، حفظ الاتّجاه إلى الداخل.
وربّما أيضًا، لسنا نقتني السلام في جهادنا الروحيّ وصلاتنا، في معظم الأحيان، لعدم حفظ الاتّجاه إلى الداخل… لعدم إغلاق الأبواب.
فلكي نتمتّع بإيماننا وصلتنا الدائمة باللَّه، والاستقرار في نعمة اللَّه والخلاص والفرح والشكر، لا بدّ لنا من إغلاق الأبواب.
وإلاّ لا يأتينا النور، نور اللَّه، الذي ينبغي أن يشعّ فينا شهادة للَّه. لأنّكم »أنتم نور العالم«.
هذا لأنّه يُستنتج من الكتاب المقدّس كلّه، وجوب انتقالنا بالإيمان من الصعيد الأرضيّ، إلى الصعيد السماويّ. مثال على ذلك: »من ليس له، فالذي يظنّه له يؤخذ منه« (لوقا ٨: ١٨). لماذا؟ لأنّه لا ينسبه إلى اللَّه، إلى صعيد النعمة، بل إلى نفسه، إلى الصعيد النفسانيّ. وأورشليم الأرضيّة لا قيمة لها، بل أورشليم العلويّة، أأي الصعيد السماويّ (غلاطية ٤: ٢٢- ٢٧).
فلننتبه، تاليًا، كيلا يُؤخذ منّا الذي نظنّه لنا، بل كيلا نظنّه البتّة لنا، بل للآب السماويّ.
إذًا، فلنبقِ الأبواب مغلقة، ليكون لنا سلام، السلام الذي نبتغيه كلّنا، وذلك بنعمة اللَّه وقوّة اسمه القدّوس، آمين.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share