كيف نواجه مشاكل كنيستنا الأنطاكيّة؟

mjoa Saturday July 25, 2020 161

من الطبيعيّ ألاّ يكون في واقع الكنيسة سلام كامل. فالكنيسة ليست جماعة قدّيسين، بل جماعة خطأة تائبين. وربّما لا يكونون كلّهم تائبين. فالحياة سعي وميسرة. السؤال هو كيف ينبغي لنا أن نتصرّف عمليًّا بإزاء مشاكلنا؟
يبدو لي أنّه يجب، قبل كلّ شيء، أن نكون واقعيّين لا مثاليّين. فالضعف واقع ملموس، وتاريخ الكنيسة مفعم بذلك ما دام البشر بشرًا. وتاليًا يجب أن نتحلّى بالوسع، وهذا أمر روحيّ أساس، ما دام الربه أوصانا أن »لا تدينوا لكيلا تُدانوا«.
ثمّ إنّ صلوات الكنيسة اليوميّة مفعمة ومنسوجة بطلب السلام. السلام الذي من العلى، سلام كلّ العالم، وسلام الأرثوذكسيّين، وسلام كلّ المدن والقرى والأديرة، وأن نتمّم بقيّة زمان حياتنا بسلام وتوبة، وأن تكون أواخر حياتنا سلاميّة…
ومقابل ذلك، فصلوات الكنيسة مفعمة أيضًا ومنسوجة بطلب الرحمة »يا ربّ ارحم، يا ربّ ارحم، يا ربّ ارحم«. وكأنّنا لا نستطيع أن نكون مسيحيّين بدون هذه الرحمة الدائمة: »رحمتك يا ربّ تتبعني جميع أيّام حياتي«.
فالصلاة، إذًا، ضروريّة وأساسيّة، وإن كان لا بدّ أحيانًا من إجراءات لإبراز الضعف ومواجهته، شرط ألاّ ينتج من تصرّفنا جوّ أو شيء من الإدانة والتعالي، وتاليًا من التوتّر والتشنّج، مهما كان خفيفًا. فإنّ اللَّه رحيم وقادر على أن يفعل.
وينبغي ألاّ ننسى أنّ مفعول الصلاة القلبيّة والمتواضعة أنر واقع وإيمانيّ أساس ما دام الربّ يسوع وعَدَنا قائلاً: »كلّ ما تطلبونه بالصلاة فآمنوا بأنّكم تنالونه«.
ولا شكّ في أنّنا نلمس، أحيانًا، هذا الواقع الروحيّ، فنرى الذين نصلّي من أجلهم يندمون ويتحسّنون.
فلنكثّف صلاتنا القلبيّة والمتواضعة من أجل السلام الذي من العُلى، ولمجد اسمِهِ القدّوس.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share