من الواضح جدًّا – لمن ينتبه – أنّ في طقوسنا الأرثوذكسيّة حركة استمراريّة تشمل كلّ حياتنا في كلّ أوقاتنا: »الآن وكلّ أوان«.
وهي تشمل أيضًا مختلف نواحي حياتنا:
– اللَّه معنا: »أنا معك في كلّ حين«(١)
– نفسنا في يديه: »نفسي هي بين يديك في كلّ حين«
– التسبيح والتبريك والتمجيد: »أسبّح الربّ مدى حياتي«/»أبارك الربّ في كلّ حين«/»أمجّدك على الدوام«
– عيناي: »عيناي إلى الربّ في كلّ حين«
– جِدّة الروح: »روحًا مستقيمًا جدّد في أحشائي«
– التأمّل في الناموس: »فإنّ فيه تأمّلي طول النهار«
– رحمة الربّ: »لأنّ إلى الأبد رحمته«
– الشكر: »دائمًا نشكر الربّ«
– مدى الحياة: »مدى حياتي«/»مدى الدهر«
وهذا واضح، أيضًا، في تعييدنا لعيد الفصح: »اليوم يوم القيامة، فسبيلنا أن نتلألأ في الموسم«، أي مسيرتنا، في مسعانا الدائم، في نهجنا… ومن المؤسف أنّ هذه العبارة (فسبيلنا) تُهمل، أحيانًا، لعدم فهم فحواها.
وهذا واضح، أيضًا، في التشجيع على المناولة المتكرّرة: »نشكرك، أيّها المحبّ البشر المحسن لنفوسنا، لأنّك أهّلتنا في هذا اليوم الحاضر أيضًا لأسرارك السماويّة«، أي في كلّ قدّاس كما كان الأمر حين تأليف القدّاس كما يشهد القدّيس باسيليوس الكبير، وهذه الكلمة (أيضًا) تحذف أحيانًا مع الأسف.
هذا وعدم الفهم الروحيّ يؤدّي إلى تغيير غير موفّق، فعبارة »في كلّ حين« أُبدلت بـ»كلّ يوم« (إذ استكثروا التسبيح في كلّ حين).
ومن البليغ أنّنا في القدّاس نتطلّع إلى المدى السماويّ الأخير حين نذكر التدبير الخلاصيّ ليسوع، ونقول بعد ذكر »الصليب والقبر والقيامة والصعود والجلوس عن الميامن« و»المجيء الثاني أيضًا« مع أنّه يرد في المستقبل.
وهذا يعني وجوب الخروج الدائم من الذات للعبور إلى جوّ الملكوت، إلى الصعيد السماويّ (كما في السماء كذلك على الأرض).
حرام ألاّ يكون في الدير راهب يصلّي على الدوام، من »دون انقطاع«، فيسود في الدير السلام والفرح والشكر الدائم، باقتبال النعمة الإلهيّة والوقاية من الشرّ، باسم الربّ يسوع له المجد وبقوّة روحه الإلهيّ، آمين.