تعجّب يسوع هذا من إيمان قائد المئة، الذي كان عبد له مريضًا، يدعونا إلى التساؤل والبحث عمّا جعل هذا الإيمان عجيبًا بهذا المقدار، وتاليًا عن شروط الإيمان الكلّيّ الصحيح.
– أوّل ما يلفت النظر في هذه الحادثة هو أنّ قائد المئة لم يحسب نفسه شيئًا: «يا سيّد لا تتعب (أن تأتي إلي بيتي) لأنّي لست مستحقًّا أن تدخل تحت سقفي لذلك لم أحسب نفسي أهلاً أن آتي إليك».
– ثمّ إيمانه المطلق الخالي من أيّ تحفّظ وأيّ تردّد: «ولكن قلْ كلمة فيبرأ غلامي لأنّي أنا أيضًا إنسان مرتّب تحت سلطان، لي جند تحت يدي وأقول لهذا اذهب فيذهب ولآخر ائت فيأتي ولعبدي افعل هذا فيفعل».
– ثمّ لكونه أجنبيًّا، أي غير يهوديّ، وتاليًا لا مجال به ولا مكان لأيّ ادّعاء لا انتماء لشعب اللَّه ولا رضى عن الذات ولا أيّ حقّ آخر سوى رأفة اللَّه.
– والأمر الفريد في عجائب يسوع هنا أنّ هذا الموقف الكلّيّ، بل هذه الحالة شبه الكيانيّة، اجتذبت تلبية يسوع فورًا وتلقائيًّا إذ لم يفعل يسوع شيئًا ولم يقل شيئًا لشفاء الغلام بل «رجع المرسلون إلى البيت فوجدوا العبد المريض قد صحّ».
– فهلاّ يجدر بنا أن نجعل إيماننا مماثلاً لهذا الإيمان.