وُلدت في إحدى جزر البليوبونيز في منتصف القرن التّاسع. انتقلت يافعة إلى قرب عمّها في القسطنطنيّة. لم تشأ الزواج بل رغبت في البتوليّة. فرّت واختبأت في طاحونة عتيقة ثلاثة أشهر ثمّ تزيّت بزِيّ الرّجال والتحقت بأحد الأديرة، حيث بقيت خمسة عشر عامًا. أرادها الرّهبان رئيسًا عليهم لمسراها الممّيز فلم تشأ. فرّت من المجد الباطل ولازمت الوحدة في رفقة ناسك مُسِنّ عشر سنوات. خرجت بعد ذلك من منسكها لتتخلّى عن لباس الرّجال وتعود امرأة. دخلت القسطنطينيّة وأسّست ديرًا للعذارى. استمرّت متوحّدة في قلّاية تحت الأرض لا تتناول من الطعام إلّا قليلاً، مرّة واحدة في الأسبوع. عرَف بها الزّائرون فتدفّقوا على الدير ومنهم الملوك والوزراء ورجالات الدولة. غيّرت مكان إقامتها أكثر من مرّة لتهرب من المجد الباطل. رقَدت في الربّ وهي في التاسعة والستّين من العمر. شهد البعض أنّه كان لصلاتها فعل عجائبيّ.