بقلم الأستاذ ألبير لحام
“يسوع هو هو أمس واليوم وإلى الأبد” (عب 13: 8)
مع السنة الجديدة تصدر “النور” في حلّة جديدة لتقوم برسالتها التي لا تتغيّر على وجه أكمل.
رسالة “النور” أن تساهم في نشر المعرفة الدينية بين صفوف الشعب، تلك المعرفة التي تنبع من كتاب الله، حيث أعلن هو عن ذاته وعن مشيئته وعن خلاصه، وتنقلها الكنيسة في تقليدها، نعمة وحياة كما قال الرب: “هذه هي الحياة الأبدية: أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي والذي أرسلته يسوع المسيح”.
ورسالة “النور” هي أن تساهم في التعبير عن هذه الحياة النابعة من معرفة الله، والفاعلة بالروح القدس في التاريخ إلى يومنا هذا، تيار قداسة وبذل ومحبة وسلام في الكنيسة الجامعة.
ورسالة “النور” هي أيضاً أن تساهم في الشهادة للرب في عالم لم يعرفه ولم يقبله، في عالم آثر اتباع كل تعليم باطل وكل هوى، دون طريق الخلاص. ورسالتها أخيراً المساهمة في الشهادة للرب في طائفة أُرسلت إلى العالم، وهي ليست منه، لتكون فيه خميرة خلاص، فإذا بـها تتقاذفها أمواج العالم، فتضيع في اهتماماته وتكاد تنسى “الحاجة الوحيدة” التي من أجلها وُجدت.
لذلك “فالنور” تلبّـي حاجة ملحّة في الكنيسة الأنطاكية. وهي ستجتهد بنعمة الرب أن تكون عند مستوى الرسالة. سوف تصدر بحلّتها الجديدة، حاملة كل أسبوعين شروحات في الكتاب المقدس، أساس إيماننا، ومقالات عن الأسرار والأعياد والطقوس التي تقيمها الكنيسة، فتساعد المؤمنين على أن يشتركوا في حياة الكنيسة أسبوعاً تلو أسبوع، بوعي وفهم ينشئان تقديساً. وسوف تنشر “النور” ما تيسّر من تراثنا الروحي العظيم، تراث الآباء الأبرار الذين تألّقوا في سماء الكنيسة والعالم، كواكب لامعة. وسوف تعرض “النور” المشاكل التي تواجهها الكنيسة في هذه البلاد وفي العالم وتساعد على فهمها وحلّها بروح الإيمان والتقوى.
وستوافي “النور” قرّاءها بأخبار الكنيسة المجاهدة على هذه الأرض، حتى إذا تأملوا في جهادها، “يطرحوا عنهم كل ثقل الخطيئة التي تكتنفهم ويسعوا بثبات في الميدان المفتوح أمامهم” (عب 12: 1).
في كل ذلك، تبتغي “النور” أن تكون خادمة أمينة للكنيسة الأرثوذكسية الجامعة المقدسة، التي من تعاليمها وتقليدها الـمُحيي وتاريخها المجيد تغرف كنوز المعرفة والحياة، على رجاء أن تساهم بقسط متواضع في رسالتها الإنسانية.
مجلة النور كانون الثاني 1963، ص 1.