هو تلميذ القدّيس يوحنا الذهبيّ الفم، اشتهر كمعلّمه بكونه واعظًا ممتازًا. الدّارسون يصنّفونه بين أفضل وعّاظ في القرن الخامس الميلاديّ. وُلد في القسطنطنية حوالي العام 390م وسيمَ أسقفًا على كيزيكوس في العام 426م، لكنّه لم يتمكّن من دخول أبرشيّته بسبب خلاف بين بطريرك القسطنطينيّة الذي سامَه وسكّان كيزيكوس، فلازم العاصمة المتملّكة وتنقّل بين كنائسها واعظًا نظير معلّمه، إلى أن جرى اختياره بطريركًا في العام 434م.
امتاز القدّيس بروكلّس برزانته وتواضعه واعتداله. كما كان وديعًا وراعيًا غيورًا. عُرف بجرأته وتمسّكه بالإيمان القويم والدفاع عنه قبل وصوله إلى سُدّة البطريركيّة بزمن. وله في أيّام بطريرك القسطنطنية الهرطوقيّ نسطوريوس موقف حفظه التاريخ. ففي العام 428، ألقى في حضور نسطوريوس عظة ميلاديّة مدَح فيها العذراء وسمّاها والدة الإله، رغم اعتراض نسطوريوس. هذا وقد حرص على وحدة الكنيسة فحاول معالجة ما خلّفته هرطقة نسطوريوس من نتائج، وهذا زاد من تعلّق الأرثوذكس به وإلتفافهم حوله.
وإليه يعزى نقل رفات القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم من كومانا في بلاد البنطس إلى القسطنطنية في 27 من شهر كانون الثاني من العام 438م. في أيّامه جرى إدخال التريصاجيون في صلب القداس الإلهيّ. وفي أيّامه ضربت سلسلة من الزلازل البلاد في العام 447م، فخلّفت دمارًا وموتًا وهجرة للآلاف من أماكن سكَنهم، والتاريخ يشهد أيَّ أبٍ كان القدّيس بروكلّس في احتضانه المنكوبين حتّى زاد على أصوامه أصوامًا ليكون له في المجاعة نصيب. في سنة الزلازل بالذات، رقد في الربّ بعدما خدم وقاد كنيسته أي كنيسة القسطنطينيّة على مدى اثني عشر عامًا وثلاثة أشهر.