هذا الكتاب المميز جداً للأخ كوستي بندلي صدر بشكل أساسي باللغة الفرنسية سنة 2007 وترجمه المطران سلوان موسي للغة الإسبانية حين كان مطراناً على أبرشية الأرجنتين وصدر سنة 2018، ومن ثم تمت ترجمته إلى اللغة العربية سنة 2020.
وقد كتب المطران سلوان مقدمة النسخة العربية نقتبس منها ما يلي:
“….يعرّف الكاتب أنّ هذه الدراسة هي “بمثابة حوار بين الإيمان والثقافة المعاصرة، نتناولها خاصةً في ما نعرفه منها بطريقة أفضل، علم النفس الحديث الذي نراه، بشكل أساسيّ، في نطاق التحليل النفسيّ”. وهو يسعى من خلاله إلى “القراءة في المراحل المبكّرة لولادة الرغبة البشريّة، والتفتيش فيها عن رؤية مسبقة وتهيئة لمسيرة النسك المسيحيّ في مشروع الحياة، المرتبط بسرّ موت المسيح وقيامته”.
من هنا، تتناول الدراسة موضوع الصوم، خاصةً ذلك الذي تتّبعه الكنيسة الأرثوذكسيّة والذي يشكّل الصوم فيها أحد عناصر النسك، بمقاربة تستعين بمعطيات علم النفس المعاصر والتحليل النفسيّ بالتحديد، وتسعى، على حدّ قوله، إلى تسليط الضوء على “الروابط الملتبسة للرغبة والغذاء كما يطرحها مفهوم التحليل النفسيّ للفمويّة”؛ ومن ثمّ إبراز، من هذا المنظار، “الوظيفة النفسيّة والروحيّة للصوم”؛ وأخيرًا، طرح “بعض المقترحات بغية الوصول إلى إصلاح محتمل للتطبيق الحاليّ للصوم الأرثوذكسيّ”…
…بهذا يكون هذا اللاهوتيّ الكبير قد وضع هذا الكتاب في سياق كبير جدًّا، وأبرز فرادته على صعيد الكنيسة الأرثوذكسيّة، لأنّه يشكّل دراسة فريدة من نوعها، وإطلالة جادّة تحمل مكتسبات العلوم الإنسانيّة وتلقي نورًا كاشفًا على ممارسة الصوم على خلفيّة خبرة الإيمان المسيحيّ.”
كما نقتبس من مقال للدكتور جورج معلولي بعنوان “تجليّ الفموية عبر الصوم في كتاب كوستي بندلي Jeune et Oralité” الذي نُشر في مجلة النور العام 2009:
“إذا كانت السماء والأرض تذيعان مجد الله، فبالأحرى جداً قلب الإنسان وآليته النفسيّة ووظائفه البيولوجيّة تتضح، لمن صفت رؤيته، مواضع تمجيد ومعرفة “لقدرة الله السرمدية ولاهوته”. فالإله الحيّ الذي “خلق السماء والأرض والبحر وكلّ ما فيها… لم يترك نفسه بلا شاهد وهو يفعل خيراً يعطينا من السماء أمطاراً وأزمنة مثمرة، ويملأ قلوبنا طعاماً وسروراً ” وتجليات لا تُحصى لحركات النفس. هذه الرؤية للطبيعة، كتأمل مجد الله في خلائقه، تُشكل المناخ الروحيّ-الفكريّ الذي يرتاح إليه كوستي بندلي في مقاربته للصوم في كتابه “الصوم والفموية” حيث تفضي منهجيته العلمية إلى الذهول والتسبيح. يعمّد كوستي بندلي معطيات التحليل النفسيّ بنور الإيمان المسيتقيم الرأي فاتحاً بذلك أفق بشارة العصر الحديث باللغة التي يفهمها أهل العصر. فإذا استنار العقل بنور النعمة واتّحد بالقلب المنفتح على الله، فهو قادر على أن يُنتج علماً مستقيماً. في هذا المنحى، يحاول بندلي، في هذا الكتاب، قراءة قريدة للصوم أمينة للتقليد ملتهبة بإبداعات الروح تخاطب عقول المعاصرين”…
لقراءة مقدمة المطران سلوان كاملة ومقال الدكتور جورج معلولي عن الكتاب الرجاء الضغط على الملفات المرفقة :
تقديم كتاب الصوم والفموية لكوستي بندلي- المطران سلوان موسي
تجليّ الفموية عبر الصوم في كتاب كوستي بندلي Jeune et Oralité- جورج معلولي