كلمة الأمين العام الأخ إيلي كبة بمناسبة العيد الثمانون لحركة الشبيبة الأرثوذكسية

إيلي كبة Tuesday March 15, 2022 461

في ظلّ أزماتٍ حملت معها الألم واليأس للكثيرين، نحتفل بذكرى التأسيس، طالبين من الربّ أن يكشف لنا مشيئته في الزمن الحاضر بإصغائنا لما يقوله لنا الروح وسط جماعة الإخوة.

ننصرف إلى العمل ببساطة واندفاع طارحين عنّا كلّ يأس، كاسرين قساوة قلوبنا وأحكامنا المسبقة.

كلُّ عملٍ قام به أخ أو أخت من الإخوة، من تحضير موضوعٍ لفرقته إلى نشاط لأسرته، من تقديم وجبة ساخنة إلى محتاج إلى تأمين دواء لمريض، مباركٌ ومطلوب وضروريٌّ، وهو يساهم في سكب التعزية في قلوب تفتقد الرجاء. الإصغاء إلى أخ صغير، النُّزهةُ مع شابٍّ متْعَبٍ إجتماعُ فرقة، كُلُّ ذلك قد يكون فرصةً عظيمةً أمام شخصٍ ينتظر منّا مبادرة ولو صغيرة نحوه، وقد يُحدِث فرقًا إيجابيًّا عظيمًا في حياتنا.

في زمن المحنة الاقتصاديّة والسياسيّة والاجتماعيّة والإعلاميّة، التي تُنتِجُ الذُلَّ والعَوَزَ والفسادَ، نعيدُ ترتيب أولويّاتنا، ونسخِّرُ لها طاقاتنا ولا نتلهّى في ما لا يفيد الجماعة اليوم، وذلك من دون مساومة ومن دون هدر للوقت والجهد في ما لا يلزم.

اليوم علينا أن نختار: إمّا أن نكون في صفّ من يدعم ويبني ويشدّد، مصحِّحًا المسار يوميًّا مع الجماعة، من دون يأسٍ ومللٍ، أو نكون في صفّ مَنِ انهزم أمام الأزمات الحاليّة فهجر الأمل قلبه، وغلبه الشرّ السائد في الدنيا فاكتفى بالبحث وحيدًا عمّا يراه صوابًا وأدار ظهره لمن جعلهم الله على دربه.

إنّنا نَغتني بِتنوُّعِ المواهب وتلاحمها، والجهاد الذي نخوضه لا ينتصر فيه المنقسمون بل من وضعوا إمكانيّاتهم في خدمة القضيّة الأهمّ.

لا يطلب أحدٌ منّا التقديرَ لشخصِهِ وآرائِهِ بل يضع ما يملكُهُ، من أفكارٍ ومواهِبَ، عندَ أقدام الإخوة خدمةً للجماعة، من دون أن يشترط قبولها واعتمادها نهجًا.

العالم بحاجة إلى سلامِ المسيح، فلنخلق الفُرَص، بالصلاةِ والصومِ والمعرفة والاجتماع الهادىء الرصين، الملتفت إلى عمق معاناة الإخوة والملتمسِ وجهَ الربّ مفتدين الوقت لأنّ الأيّام شريرة.

ألا أعطانا الله النباهة، وروح التمييز، لكي نستفيد من الفرص التي نمّر بها كي نزداد نضجًا وتكبرَ قاماتُنا كما يشاء الربّ فنعلو فوق خلافاتٍ مرهقةٍ ونستثمر الوزناتِ في ما هو مربحٌ بدلَ طمرها تحت أهواءٍ شخصيَّةٍ ترتدي أحيانًا ثوب الغيرة وادّعاء الإخلاص.

المحبّة التي شهدناها في سنين عملنا وسط الكنيسة، تؤكد أن الربّ لم يتركْنا ولن يتركَنا يتامى بل هو في كلّ آن معنا. صلاتنا أن تتفتّح أعيننا كي نرى ذلك كلّ يوم. هذا هو العيد الذي نرجوه.

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share