آحاد الماء
ليس صدفةً أن تنتقي الكنيسة ثلاث قراءات من إنجيل القدّيس يوحنّا، كي تتلوها في ثلاثة آحاد من زمن ما بعد الفصح المجيد، يحضر فيها كلّها موضوع الماء. ففي الأحد الثالث بعد الفصح، أحد المخلّع، ثمّة بركة في بيت حسدا حين ينزل فيها المرضى بعد تحريك الملاك لمائها يُشفَون. في الأحد الرابع، أحد السامريّة، ثمّة بئر يعقوب وحديث الربّ يسوع مع السامريّة عن “الماء الحيّ”. في الأحد الخامس، أحد الأعمى، ثمّة بركة سلوام التي حين اغتسل فيها الأعمى بأمر الربّ يسوع شُفِي. فمع اقترابنا من عيد العنصرة، عيد حلول الروح القدس على التلاميذ، تهيّئنا الكنيسة لاستقبال الروح القدس، وتذكّرنا بفعل الروح القدس التقديسيّ في العالم، أي سرّ المعموديّة، الذي هو مشاركتنا الشخصيّة في الحياة الجديدة التي بزغت من قبر المخلّص: “أما تعلمون أننّا كلّ من اعتمد للمسيح يسوع اعتمدنا لموته، فدُفّنا معه بالمعموديّة للموت، حتّى كما أُقيم المسيح من بين الأموات بمجد الآب، هكذا نسلك نحن أيضًا في جِدّة الحياة (الحياة الجديدة)، لأنّه إن كنّا قد صرنا متّحدين معه بشبه موته نصير أيضًا بقيامته”(رو 6: 3-5). فالمعموديّة كانت تتمّ ليلة الفصح حيث يموت المعمّد عن إنسانه العتيق، أي يُدفن على شبه موت المسيح، ويقوم إنسانًا جديدًا، خليقةً جديدةً، مشاركًا في الحياة الجديدة التي أفاضها علينا القائم من بين الأموات. هكذا تأتي هذه الآحاد المتعلّقة بالماء لتذكّرنا مرّة تلو الأخرى بيوم معموديّتنا وبما يعنيه هذا اليوم لنا.
أحد السامرية
كانت الساعة السادسة بحسب التوقيت اليهوديّ، أي الساعة الثانية عشرة ظهرًا. هذا الوقت غير ملائمٍ لاستقاء الماء. الوقت الطبيعيّ هو عند الصباح أو عند المساء. لعلّ هذه المرأة أرادت تجنّب الالتقاء بأحد نظرًا لسيرتها غير المشرّفة. هذا من جهة، ومن الجهة الأخرى، أراد الربّ يسوع أن يذهب إلى الجليل، فاختار طريق السامرة مع أنّها خطرة ومعرّضة لهجمات اللصوص وللتعدّيات من قِبَل السامريّين على اليهود. بالإضافة إلى ذلك، ذهب جميع التلاميذ إلى المدينة ليبتاعوا طعامًا في حين أنّ عددًا منهم كان كافيًا لجلب الطعام. كلّ هذه النقاط تشير إلى أنّ هذا اللقاء بين الربّ يسوع والمرأة السامريّة كان حتميًّا. كأنّي بالربّ يسوع سجّل ضمن مواعيده منذ الأزل هذا اللقاء الحاسم في حياة هذه المرأة التي أتت إلى بئر يعقوب لتروي ظمأها من مياه إسرائيل، فعادت أدراجها تفيض بمياه الحياة الأبديّة. وافاها عند البئر ينبوعُ الحياة فحملته بروحها وعادت به إلى المدينة وسكبت فيضه على الناس فأخذوا يطلبون الماء الحيّ من مصدره. إذًا، جاء إلى هذه المرأة من أشرق عليها إشراقًا لم تقدر أن تردّه. خطفها خطفًا. صارت له توًّا. التزمته فورًا. أمسى بالنسبة لها كلّ الوجود. مكانه في قلبها القلب كلّه. وبتنا نقرأ في أحد من آحاد الفصح عن هذه المستنيرة العظيمة.
قالت المرأة السامريّة ليسوع بعدما طلب منها أن تعطيه ليشرب: “كيف تطلب أن تشرب منّي وأنت يهوديٌّ وأنا امرأة سامريّة واليهود لا يخالطون السامرييّن”. لماذا لا يخالط اليهود السامريّين؟ الإجابة تكمن في معرفة من هم السامريّون. هم من نسل إسرائيل القديم، أي سكّان مملكة الشمال. إذ إنّه بعد موت الملك سليمان انقسمت المملكة التي أسّسها الملك داود إلى مملكتين: الأولى في الشمال وتُعرف بـ”إسرائيل” وعاصمتها السامرة، والثانية في الجنوب وتُعرف بمملكة يهوذا، السبط الذي كان ينتمي إليه الملك داود، وعاصمتها أورشليم. بعد سقوط المملكة الشماليّة بيد الأشوريّين، اختلط السامريّون بالديانة والزواج بمستوطنين أتى بهم الأشوريّون إلى فلسطين في القرن الثامن قبل الميلاد من بابل والعربيّة. غير أنّه بتأثير بعض اللاويّين، خبت عبادة الأصنام بينهم ونشأت الديانة السامريّة. وقد بقيت الحال كما هي حتّى سقوط أورشليم بيد البابليّين سنة 586 قبل الميلاد. لمّا عاد اليهود من السبي، أراد السامريّون الاشتراك معهم في بناء هيكل أورشليم فرفض اليهود السماح لهم بحجّة أنّ هؤلاء جنس ملطّخٌ بدم أجنبيّ وديانة وثنيّة، فغضب السامريّون. تكرّرت حوادث العداء بين المجموعتين كما نجد في سفرَي عزرا ونحميا وتكرّست القطيعة التامّة بين شعبين يقرّب بينهما الجوار والديانة. وقد سكن السامريّون في وسط فلسطين شمال أورشليم وجنوبي الجليل. مدنهم السامرة وشكيم أي نابلس الحالية. وكان اليهود يتجنّبون المرور في مدنهم ويسيرون في طريق جانبيّة لئلاّ يلتقوا بهم إذ إنّهم يعتبرون كلّ سامريٍّ نجسًا هو وطعامه وعبادته، حتّى أنّ مجرّد لفظ كلمة سامريّ ينجسّهم. وقد عيّر اليهود يسوع بقولهم إنّه سامريّ وإنّ به شيطان. أمّا بئر يعقوب فتقع بالقرب من نابلس وهي لا تزال قائمة حتّى اليوم ضمن مقامٍ أرثوذكسيّ.
أمّا أساس ديانة السامريّين فهو التوراة أي الكتب الموسويّة الخمسة، أي الأسفار الخمسة الأولى من العهد القديم: تكوين، خروج، لاويّين، عدد وتثنية الاشتراع. وتختلف الوصايا العشر عندهم عن وصايا اليهود لأنّهم جمعوا الوصيّتين الأولى “أنا الربّ إلهك، لا يكون لك آلهة غيري” مع الوصية الثانية: “لا تصنع لك تمثالاً…”، وزادوا وصيّة عن قداسة جبل جرزيم (تثنية 11: 29)، إذ تتركّز عبادتهم في جبل جرزيم لأنّ الله قال للشعب إنّه بعد عبور الأردن عند وصولهم إلى أرض الميعاد عليهم أن يبنوا مذبحًا من حجر على جبل عيبال ليقدّموا عليه الذبائح (تثنية 27: 4). في التوراة السامريّة استُبدل اسم عيبال باسم جرزيم لأنّه قيل في تثنية 11: 29: “أجعل البركة على جبل جرزيم واللعنة على جبل عيبال”. فبنى السامريّون هيكلهم على جبل جرزيم سنة 333 قبل الميلاد. وقد دُمّر هذا الهيكل سنة 128 قبل الميلاد على يد يوحنّا هيركانوس المكابيّ ويقال إنّه قد أُعيد بناؤه بموافقة الرومان. وقد ظلّ السامريّون يقدّمون ذبائحهم على جبل جرزيم حتّى بعد هدم الهيكل. هم يصعدون إلى الجبل ثلاث مرّات في السنة ليعيّدوا الفصح وعيد الأسابيع وعيد المظال ويقدّمون في الفصح ذبائح حيوانيّة. بالإضافة إلى ذلك، هم لا يقبلون كتب العهد القديم الأخرى التي كُتبت بعد العودة من السبي، ولا يعتبرون نبيًّا إلاّ موسى، ويقولون إنّ أصل تقاليدهم الدينيّة يرجع إلى أيّام يشوع، خليفة موسى، وإنّ كتابهم المقدّس المكتوب بالأحرف العبريّة القديمة يعود إلى أيّام غزو بلاد كنعان. كما أنّهم ينتظرون المسيح كما قالت المرأة السامريّة ليسوع. السامرّيون لا يزالون حاضرين في وسط فلسطين، لكنّ عددهم يتضاءل وهم اليوم يعدّون بضع مئات في نابلس. يزورهم السوّاح ويحضرون احتفالاتهم الدينيّة ويشاهدون التوراة السامريّة.
يسوع إذًا يكسر حاجز البغض الذي نشأ بين اليهود والسامريّين لأنّ حواجز البشر لا تمنع الله من سكب نعمه على من يشاء. لذلك قال للمرأة السامريّة “لو عرفت عطيّة الله ومن الذي قال لك أعطيني لأشرب لطلبت أنت منه فأعطاك ماءً حيًّا”. أراد يسوع من المرأة أن تركّز نظرها عليه شخصيًّا علّها تكتشف فيه الجانب الإلهيّ وتنسى موضوع الاختلاف المذهبيّ. تتهكّم المرأة قائلة: “ألعلّك أنت أعظم من أبينا يعقوب الذي أعطانا هذه البئر…؟”، وفي اعتقادها أنّ يسوع في إشارته إلى الماء الحيّ أراد الكلام على مياه الينابيع وليس ماء البئر الراكد. كما أنّها ما زالت تشدّد على الخلاف المذهبيّ وتريد أن تؤكّد أنّها من صلب إسرائيل إذ هي أيضًا من أبناء يعقوب أبي الآباء. يعاود يسوع جذب انتباهها قائلاً إنّ مياه يعقوب لا تروي العطش نهائيًّا، في حين أنّ الماء الذي يعطيه هو يصير “ينبوع ماءٍ ينبع إلى حياة أبديّة”.
فما هو هذا الماء الحيّ؟
من الواضح أنّ الماء الحيّ في إنجيل يوحنّا يشير إلى الروح القدس. ذلك أنّنا نقرأ في موضع آخر من الإنجيل: “وفي آخر أيّام العيد (عيد المظال)، وهو أعظم أيّامه، وقف يسوع ورفع صوته قائلاً: إن عطش أحدٌ فليقبل إليّ، ومن آمن بي فليشرب، فكما ورد في الكتاب: ستجري من جوفه أنهار ماءٍ حيّ. وأراد بقوله الروح القدس الذي سيناله المؤمنون به إذ لم يكن الروح القدس بعد، لأنّ يسوع لم يكن قد مُجّد”(يو 7: 37-39). الجدير ذكره أنّ هذا المقطع يُتلى في قدّاس العنصرة. من الواضح إذًا أنّ الماء الحيّ يرمز إلى الروح القدس الذي سيعطيه يسوع بعد تمجيده، أي بعد موته على الصليب وقيامته. وإذا قلنا إنّ يسوع هو الذي يعطي الروح القدس للعالم، فهذا لا يعني أنّ يسوع هو مصدر الروح، بل الآب هو المصدر الوحيد للابن والروح. فالروح القدس كما أعلن الربّ يسوع في إنجيل يوحنّا، ينبثق من الآب، وليس من الآب والابن: “روح الحقّ الذي من الآب ينبثق…”(يو 15: 26). ولكنّ الآب والابن يرسلانه إلى العالم كما أعلن الربّ يسوع أيضًا: “المعزّي، الروح القدس الذي يرسله الآب باسمي…”(يو 14: 26) و”متى جاء المعزّي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب…”(يو 15: 26). وقد ارتبط حلول الروح القدس بالمعموديّة، لذلك قال الرسول بطرس لسامعيه في عيد العنصرة: “توبوا وليعتمد كلُّ واحدٍ منكم… فتقبلوا عطية الروح القدس….”(أعمال 2: 38).
يشير الرب يسوع إلى المعموديّة إذًا، وهي تفترض التوبة أي التغيير الجذريّ والنهائيّ من حياة الخطيئة إلى الربّ يسوع. لذلك قال للمرأة السامريّة: “اذهبي وادعي رجلك”، عندما طلبت منه الماء. هو يريد منها إذًا أن تعيد النظر في حياتها، إذ هي على أهبة الحياة الجديدة. اتّضح لها أنّ تفاصيل حياتها جليّة أمامه عندما قال لها كان لك خمسة أزواج والذي معك الآن ليس رجلك”، فأقرّت أنّه نبيٌّ. وما إقرارها هذا إلاّ تمهيدًا للحوار الذي سيجري بينها وبين يسوع عن العبادة الحقيقيّة، ذلك أنّ وجود النبيّ ضروريٌّ، في الفكر الشعبيّ، لكلّ قرار يُتّخذ في شأن الأمور العباديّة. غير أنّها لا زالت متمسّكة بانتمائها العرقيّ إذ أجابت “آباؤنا سجدوا في هذا الجبل وأنتم تقولون إنّ المكان الذي ينبغي أن يُسجد فيه هو في أورشليم”. يجيبها يسوع: “تأتي ساعة لا في هذا الجبل ولا في أورشليم تسجدون فيها للآب”. سبق ليسوع أن تحدّث في يوحنّا 2: 13-25 عن أنّ هيكل جسده سيحلّ مكان هيكل أورشليم. وهو يكرّر هذا هنا. الساعة الآتية هي ساعة موت يسوع التي بها ستنتهي كلّ شرعيّة يدّعيها اليهود لهيكل أورشليم والسامريّون لهيكل جرزيم. يتخطّى يسوع إذًا الخلاف العقائديّ مشيرًا إلى العبادة الواحدة التي سيكون عليها اليهود والسامريّون إن هم آمنوا بالمسيح. ويتابع الربّ قائلاً إنّ الخلاص هو من اليهود. هذا يعني أنّ الربّ قد ائتمنهم على تدبيره الخلاصيّ وسعى إلى تنفيذه من خلالهم ليقود الناس أجمعين إلى العبادة بالرّوح والحقّ. والمسيّا سيأتي من بينهم موضحًا أنّ “الساجدين الحقيقيّين يسجدون للآب بالرّوح والحقّ، لأن الآب إنّما يطلب الساجدين له مثل هؤلاء. الله روح، والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا”. هنا يعلن يسوع أنّ عبادة الله غير مرتبطة بمكان محدّد. قد يعني هذا عودة إلى بدايات عهد الله مع شعبه، حيث كان الله حاضرًا دائمًا وسط الجماعة ينتقل معهم ويرافقهم أينما حلّوا. هذا ما يؤكّده الرسول بولس عندما يستشهد بسفر اللاويين قائلاً: “كما قال الله سأسكن بينهم، وأسير بينهم، وأكون إلههم، ويكونون شعبي”(2كور 6: 16). يؤكّد الربّ يسوع إذًا أن لا رابط بين الجغرافيا والعبادة. العبادة لا ترتبط بمكان، هي مرتبطة بشخص، وهذا الشخص حاضرٌ في كلّ مكان ويرافق الساجدين له بالرّوح والحقّ. ويتابع حديثه بقوله: “لأن الله روح”، أي أنّه ليس كسائر المخلوقات. الهدف هنا ليس تحديد طبيعة الله بل التأكيد على أنّه لا مثيل له وأنّه لا يُفهم بالقوالب البشريّة ،وأنّ عبادته تتخطّى هذه القوالب، وأنّ القصد من العبادة هو معرفة الله.
تجيب المرأة: “متى جاء ذاك(المسيّا) فهو يخبرنا بكلّ شيء”. الإشارة هنا هي إلى النبيّ الموعود به في تثنية الاشتراع: “يقيم الربّ إلهك نبيًّا من وسطك من إخوتك مثلي”(18: 15). لم يكن انتظار المسيّا من صميم حياة هذه المرأة. كان مجرّد اعتقاد. وعندما أقرّت أنّ المسيّا المنتظر هو الذي يخبر الكلّ بكلّ شيء، أعلن يسوع لها عن نفسه، وكانت هذه المرّة الأولى التي يكشف يسوع فيها عن نفسه. والمفارقة الكبرى أنّه كشف حقيقته لامرأة وليس لرجل، لسامريّة وليس ليهوديّ، ولزانية وليس لشخصٍ يدّعي الطهارة. فلكونه مخلّص العالم، هو لا يقيم أيّ تمييز إجتماعيّ، بل يهتمّ بكلّ الناس. وتوقّف الحديث في قمّته. إذًا بعد الإعلان الإلهيّ ما من شيءٍ يُقال. عند ذلك وصل التلاميذ وتعجّبوا أن المعلّم يخاطب هذه المرأة، أمّا هي فتركت جرّتها، أي تركت قديمها وذهبت تبشّر أهل مدينتها غير آبهةٍ بما كانت عليه من حياة الخطيئة: “تعالوا وانظروا إنسانًا قال لي كلّ ما فعلت”، دافعةً إياهم إلى لقاء يسوع، “فخرجوا من المدينة وأقبلوا نحوه”. أثناء ذلك، عرض التلاميذ الطعام على يسوع، فأجابهم موضحًا هدف كلامه مع المرأة وقال لهم: “طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني”. ومشيئة الذي أرسله هي الآن صيد أهل السامرة عن طريق هذه المرأة، من جهة، وخلاص كلّ من يؤمن به، وأن لا يهلك منهم أحدٌ، من جهة أخرى. وهذا ما يرمز إليه الحصاد. يسوع زرع الكلمة في السامرة وفيما بعد سيحصد التلاميذ، إذ ستُنقل البشارة إلى هناك عن طريق الشمّاس فيليبّس(أعمال 8). فعلى الرسل أن يزرعوا الكلمة عينها ليكون إيمانٌ لدى الكلّ، يهودًا كانوا أم سامريّين، رجالاً أم نساء. حديث يسوع مع تلاميذه يحمل في طيّاته إذًا كلّ قضيّة البشارة. البشارة الموجّهة إلى كلّ الناس.
“مكث هناك يومين، فآمن به جمع أكثر من أولئك جدًّا بسبب كلامه”: المرأة كانت العتبة للدخول إلى قلب السامريّين. هذا التبديل الذي أصابها والذي اتّضح لسامعيها هو الذي دفع السامريّين إلى لقاء يسوع. عندها حلّ بهم ما حلّ بها إذ أخذوا يعترفون بيسوع أنّه “هو المسيح مخلّص العالم”. الربّ يسوع قد اعتلن لهم بحقيقته وهذا ما دفعهم إلى اليقين.
ما زال الإعلان الإلهيّ ساطعًا في هذا العالم بتعاليم الربّ يسوع ومحبّته التي أنبعت الماء الحيّ على الصليب، لكنّنا نحجب إعلانه هذا بسبب خطيئتنا ومادّيّتنا والتصاقنا بمفاهيم العالم الضيّقة. هذا يحرمنا من عطية الله، ينبوع الماء الحيّ. فإن كنّا نخلط مثل المرأة السامريّة ديننا بخطايانا يناجينا القائم من بين الأموات أن اتركوا كلّ شيءٍ واتبعوني إلى الفرح.
إعداد لبنى فارس الحاج
المرجع: رعيتي 1992- 1994-1995 -2000- 2006