الإنسان المسيحيّ مسؤولٌ عن البيئة

رامي حصني Thursday September 1, 2022 566
في كتاب التّكوين، نقرأ أنّ الله رأى كلّ ما خلق حسنٌ، وأمر الإنسان أن يعتني بخليقته: “وأخَذَ الرَّبُّ الإلهُ آدَمَ ووضَعَهُ في جَنَّةِ عَدنٍ ليَعمَلها ويَحفَظَها” (تكوين ١٥:٢). كما جاء في رسالة الرسول بولس إلى أهل رومية: “لأنَّ الخَليقَةَ نَفسَها أيضًا ستُعتَقُ مِنْ عُبوديَّةِ الفَسادِ إلَى حُرّيَّةِ مَجدِ أولادِ اللهِ. فإنَّنا نَعلَمُ أنَّ كُلَّ الخَليقَةِ تئنُّ وتَتَمَخَّضُ مَعًا إلَى الآنَ”.(رومية٢٢:٨)
لذلك، رأت الكنيسة أنّ مسؤوليّة البيئة ألقيت على عاتقها. فخصّصت الأوّل من أيلول للاحتفال بيوم البيئة الأرثوذكسيّ، وذلك لتوعية المؤمنين على أهميّة الحفاظ على البيئة وحثّهم على الاهتمام بها، والتّشديد على مسؤوليّتهم المسيحيّة تجاهها. وقد رتّبت بعض الصّلوات من أجل البيئة، خاصّة بفضل الجهود التي بذلها البطريرك المسكونيّ برثلماوس، والذي بات يلقّب بالبطريرك الأخضر.
وفي هذا السّياق، حذّر غبطة البطريرك يوحنّا العاشر في الرّسالة الرّعويّة الصّادرة عام ٢٠١٣ من خطورة التّدهور البيئيّ: “عَرَفَ عالَمُنا في السَّنَواتِ الأخيرةِ تَدَهْوُرًا بِيئِيًّا غَيرَ مَسبُوقٍ، تُنذِرُ عَواقِبُهُ بِتَدمِيرِ الحياةِ البَشَريّةِ على الأرض…”
 من هذا المنطلق، نعتقد أنّ العناية بالبيئة واجبٌ على كلٍّ منّا، ومسؤوليّة تقع على عاتقنا جميعًا: أوّلًا على الصّعيد الشخصيّ،  فهي تنعكس على طريقة عيشنا في الرعيّة والبيت، والعمل والمصنع، والسّيارة، فلا تبقى مجرّد نظريّات. وثانيًا على صعيد رعايانا ومدارسنا وفروعنا الحركيّة.

وفيما يلي عشر خطواتٍ يُمكن اتّخاذها للحفاظ على البيئة:
1-  إعادة التّدوير:
تعود إعادة التّدوير بالعديد من الفوائد على الإنسان والبيئة. منها أوّلاً تقليل كميّة النفايات التي يتمّ إرسالها إلى مكبّات ومحارق النّفايات؛ وثانيًا المحافظة على الموارد الطبيعيّة، مثل: الأخشاب، والمعادن؛ وثالثًا زيادة الأمن الاقتصاديّ من خلال استغلال مصدر محليّ للمواد. كما وتقوم بعض شركات إعادة التّدوير بشراء المواد القابلة للتدوير ما يشكّل مصدرًا من مصادر جني بعض الأموال، خاصّة في هذه الظّروف الصّعبة. هنا لا بدّ من التّنويه بما يقوم به مركز جبل لبنان في حركة الشّبيبة الأرثوذكسيّة حيث تقوم الفروع المختلفة بتجميع الورق والكرتون وإرسالها إلى بيت المركز. وبعد أن يتمّ جمعها وبيعها، تُستعمل الأموال في دعم مشروع التبنّي المدرسيّ. بالإضافة إلى كلّ ما سبق تساهم إعادة التدوير في التخفيف من التلوّث، وفي توفير الطّاقة، كما تساعد على استحداث فرص عمل في صناعات إعادة التّدوير.
2- تقليل حجم النّفايات:
من المفضَّل أن يحتفظ التّلاميذ مثلاً بقنّينة بلاستيكيّة أو معدنيّة قابلة لإعادة الاستخدام. كما يُمكن استبدال أكياس التسوّق المصنوعة من النيلون بأكياس التسوّق المصنوعة من مواد قماشيّة والقابلة أيضًا لإعادة الاستخدام. هذه الخطوات تساهم بتقليل النّفايات البلاستيكيّة.
3- الحدّ من إهدار الأطعمة:
 تشير التّقديرات إلى أن ثلث الأطعمة التي يتمّ إنتاجها في العالم يتمّ إهدارها، لذا، يجب على الفرد تناول بقايا الطّعام الخاصّ به، وعدم رميه، والعمل على تحويل النّفايات العضويّة إلى سماد للنّباتات.
4-الحدّ من إهدار المياه:
 هناك خطوات بسيطة يُمكن اتّخاذها لتحقيق ذلك في المنزل، مثل الانتباه إلى صرف المياه أثناء الغسيل والجلي. فكلّما قلَّ استخدام المياه، قلَّت مياه الصّرف الصحّي التي ينتهي بها المطاف في البحر.
5- الحدّ من تلوّث المياه:
عدم إفراغ زيوت المحرّك، أو المواد الكيميائيّة، أو مخلّفات الحيوانات الأليفة، أو المياه المتّسخة، أو أيّ شيء آخر في مجاري مياه الأمطار وذلك لتقليل تلوّث المياه.
6-المشي أكثر:
اعتماد المشي بدلاً من ركوب السيّارة عندما تكون المسافة قصيرة.  يُمكن أيضًا مشاركة السيّارة مع صديق أو زميل للذّهاب إلى العمل أو المدرسة، ويمكن بالطّبع استخدام المواصلات العامّة إن أمكن.
7-شراء المنتجات الصّديقة للبيئة:
 يُمكن اختيار المنتجات الصّديقة للبيئة عند عمليّة الشّراء، كالمصباح (LED) الذي يتطلّب طاقة أقلّ.
8-زراعة الأشجار:
توفّر الأشجار الغذاء والأوكسجين، كما تساعد على توفير الطّاقة وتنقية الهواء ومكافحة تغيّر المناخ.
9-استخدام مصادر الطّاقة المتجدّدة إن أمكن:
تستخدِم أنظمة الطّاقة المتجدّدة مصادر الطّاقة المتجدّدة، كالشّمس، والرّياح، والماء لإنتاج الكهرباء، بما يضمن تخفيض الانبعاثات المسبّبة للاحتباس الحراريّ. وكمثالٍ على ذلك، يُمكن تركيب الخلايا الشمسيّة في المنزل، والتي تحوّل أشعّة الشّمس إلى كهرباء.
10-التطوّع:
يُمكن التطوّع ضمن حملات جمع النّفايات التي تقوم بها البلديّات والنّوادي والجمعيّات.
في الختام، الحفاظ على الخليقة والاعتناء بها والتوّعية على أهميتها أمرٌ إلهيٌّ، وذلك إلى أن تصل إلى كمالها وتتحرّر من عبوديّة الفساد في اليوم الأخير.
6 Shares
6 Shares
Tweet
Share6