صدر عن تعاونيّة النور للنشر والتوزيع كتاب جديد عنوانه «وجوه نورانيّة» من تأليف ريمون رزق، ضمن سلسلة «أوراق من حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة».
وممّا جاء في مقدّمة الكاتب: يتضمّن هذا الكتاب مقالات وُضعت لمناسبة انتقال بعض الوجوه النورانيّة المذكورة فيه، وكلمات أُلقيت في محاضرات أو أحاديث تخصّ بعض هذه القامات… ويضمّ أيضًا نصوصًا كُتبت خصّيصًا من أجله.
…أمّا الوجوه المختارة فهي التي طبعت بصمتها فيّ. وتمثّل بعض روّاد النهضة الأنطاكيّة ورفاق الجهاد، بحسب المواهب والوزنات التي أُعطيت من فوق لكلّ واحدة منها.
انتقل معظم المذكورين في هذا الكتاب إلى الأخدار السماويّة. لكنّ بعض الوجوه المذكورة ما يزال على قيد الحياة، وأرجو أن يُطيل الله عمرها.
ومع أنّ بعض هذه الوجوه اتّسمت بموهبة الأبوّة الروحيّة، لكن لم يعرف معظمها أنّهم أدّوا هذا الدور بالنسبة إليّ وإلى آخرين، لمجرّد المثال الحيّ الذي أعطاه التزامهم وحياتهم. فإنّهم يستأهلون لقب الآباء الروحيّين أو الإخوة الروحيّين. اضطلع بعضهم بدور تعليميّ وإرشاديّ، لكنّ معظمهم علّم، بدون أن يدري، بمحبّته وخدمته والمثال الحيّ الذي أعطاه بعيشه الحياة في المسيح وبتحمّل الصعاب وبقائه على الرجاء.
… وينصحنا الآباء بأن نصلّي بحرارة لكي يرشدَنا الله إلى أبٍ روحيٍّ… الأب الروحيّ (والأخ الروحيّ أو المُرشِد) إنسانٌ ملهَم أعطاه اللهُ أن يُلهِم. أعطانا الله أن نجد في حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة كثيرين يحملون هذه المواهب، ونحن تتلمذنا عليهم.
اختصرتُ الوجوه النورانيّة في هذا الكتاب على الذين هم أكبر منّي سنًّا وعلى الذين يقاربون عمري. هذا لا يعني أنّ لا وجوه نيّرة في من هم أصغر منّا. هم كُثر وتعلّمت منهم كثيرًا. ويمكنني التأكيد أنّهم لا يقلّون عزمًا واستعدادًا للخدمة والدخول في مغامرة القداسة عمّن سبقهم من الأجيال الحركيّة الأولى.
عاش بعض المذكورين في هذا الكتاب، أكانوا إكليريكيّين، رهبانًا أم علمانيّين، حياة مكرّسة كلّيًّا للربّ، وكانوا له شهودًا حقيقيّين وسفراء. فكانوا قدوة لكثيرين هدوهم إليه. ويجدر بكنيستنا، التي انقطع فيها طويلًا، ليس وجود القدّيسين بين أبنائها، بل الإقرار العلنيّ بقداستهم، أن تُعلن مظاهر القداسة التي تلألأت في حياة بعضهم…